أعلن الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة إنشاء وحدة ثقافية إفريقية لتدعيم العلاقات بين مصر وبلدان القارة الإفريقية، وبعضها البعض، تكون بوتقة لتلاقح ثقافات القارة السمراء، من خلال تلاقي المفكرين الأفارقة سنويا بمصر، مع تشكيل لجنة من المفكرين، والروائيين، والأدباء المصريين، والأفارقة، لتعزيز العلاقات الثقافية بين دول القارة، والتوسع فيها. كما كشف الوزير عن أن وزارة الثقافة المصرية تدرس – في الوقت نفسه - تدشينِ مركز ثقافي إفريقي دولي مقره القاهرة، يقدم أنشطته في جميع أنحاء القارة. جاء ذلك في كلمة وزير الثقافة، اليوم الإثنين، في افتتاح فعاليات ملتقى القاهرة الدولى لتفاعل الثقافات الإفريقية، الذي ينظمه المجلس، تحت عنوان "الهوية فى الآداب والفنون الإفريقية"، في الفترة من 1 – 3 يونيو، بمشاركة ما يقرب من 100 باحث ومفكر إفريقى من 23 دولة إفريقية، هي : ليبيا، تونس، المغرب، الجزائر، السودان، إثيوبيا، أوغندا، بوروندى، تشاد، تنزانيا، جنوب إفريقيا، جنوب السودان، السنغال، غانا، غينيا، كوت ديفوار، الكونغو، مالاوى، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، نيجيريا، بالاضافة إلى مصر الدولة المنظمة.. وشدد النبوي على أن إفريقيا كانت ولا تزال محط اهتمام مصر على مر العصور، وتسجل صفحات التاريخ آفاق تطور هذه العلاقة، ومواطن قوتها ، ودور الثقافة كقوة فاعلة في دعم الدبلوماسية السياسية والشعبية، مطالبًا جميع المسئولين والمثقفين في مصر ، ودول محيطها القاري، بتكوين فعاليات لتفاعل الثقافات الإفريقية المختلفة ، لافتًا إلى أن دعم العلاقات الثقافية الخارجية مع مختلف دول العالم، بخاصة إفريقيا، في مقدمة أولوياته ، منذ توليه مسئولية الثقافة في مصر. ودعا النبوي إلى الاهتمام بالسينما، والأدب، والفنون، كعناصر ثقافية فعالة لمخاطبة الشعوب بقضاياها، وتفعيل الترجمة بين الأشقاء الأفارقة، لنقل ثقافاتهم المختلفة ، مشددًا على الدول الأفريقية تواجه تحديات على جميع الساحات الدولية، والإقليمية، والداخلية، تتطلب التضافر لمواجهتها بشتى الوسائل، وخاصة بالثقافة التي تعتبر جسر تواصل بين الشعوب ، يقوي أواصر العلاقات، معتبرًا أن المدخل الثقافي جزء من عناصر القوى الناعمة لعلاج الأزمات الدبلوماسية والاجتماعية ، لأية دولة، لا تقل أهمية عن العناصر الاقتصادية، والعسكرية. وفي كلمته، أكد الدكتور محمد عفيفي، أمين عام الملتقى، عمق العلاقات بين مصر والدول الإفريقية، ساردًا مسيرة تاريخية طويلة من أثر الأزهر، والكنيسة المصرية فى إفريقيا، وما قدمته أفريقيا لمصر من العديد من الأدباء والمؤرخين، أمثال عبد الرحمن الجبرتى، مشدًا على أهمية هذا المؤتمر فى تلك المرحلة المهمة التى تمر بها القارة. وألقى الدكتور معلمو سنكورو، من السنغال، كلمة المشاركين في المؤتمر، طالب فيها بضرورة الاهتمام بالهوية الإفريقية، ووضعها على جدول أعمال الملتقى، بعيدًا عن النظر إليها بأنها منفصلة عن التنميتين الاقتصادية، و السياسية، داعيًا لإعادة التفكير في كثير من الجدل حول الهوية الإفريقية، من خلال الثقافة باعتبارها طريقة حياتنا فى دول القارة المختلفة. وعلى هامش فاعليات الملتقى يصدر المجلس الأعلى عددًا من الكتب المتخصصة فى الفنون والآداب الإفريقية باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية ، منها: كتاب "البحث عن الهوية الأفريقية" فى المخطوطات بالحرف العربى"العجمى" لحلمى شعراوي، و"أبو زيد في برنو أربع حكايات عنه بعربية الشوا" لعبد الحميد حواس، و"استقبال الحداثة، تاريخ الفكر المعاصر في مصر" للدكتور أنور مغيث. كما يقام على هامش الفعاليات ، أسبوع سحر السينما الإفريقية ، بمركز الإبداع الفني، وسينما الهناجر، بجانب تنظيم معرض لإصدارات وزارة الثقافة، وبعض دور النشر الخاصة، بخصم 50% على إصدارات الوزارة، و المجلس. شهد الافتتاح قيادات الوزارة، ورؤساء القطاعات، ولفيف من المثقفين ، والإعلاميين، والأكاديميين، والمتخصصين في العلاقات الإفريقية. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :