يبدو أنه موسم نشر المذكرات الشخصية لقادة الحرب العالمية على الإرهاب فبعد أن قام تونى بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بنشر مذكراته تحت عنوان "رحلة: حياتى السياسية A Journey: My Political Life" أعلنت إحدى دور النشر أنها تستعد لطرح مذكرات الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش والتى يتناول فيها أكثر القرارات جدلا والتى قام باتخاذها أثناء رئاسته للولايات المتحدةالأمريكية . كما قامت مستشارته للأمن القومى و وزيرة خارجيته السابقة كوندليزا رايس أو " كوندى" هى الأخرى بطرح مذكراتها هذا الشهر إلا أنها على عكس سابقيها لم تركز على حياتها السياسية و الفترة التى قضتها ضمن إدارة بوش بل انتهت من حيث كان يتوقع لها الجميع أن تبدأ كما تشير جريدة النيويورك تايمز. فى كتابها " ناس استثنائيون عاديون : مذكرات عائلة Extraordinary,Ordinary People: A Memoir of Family " الصادر عن مجموعة كراون للنشر تركز كوندى – المولودة عام 1954 - على حياتها قبل تولى منصبها وتبدأ منذ طفولتها تحكى عن والديها جون و أنجلينا رايس وعلاقتهما ببعضهما البعض كما تصفهما " شخصان من الطبقة المتوسطة أحبا الله و العائلة و وطنهما" وعن علاقتها بهما ، فقد أخذت عن والدها الشغف بالسياسة والرياضة وعن والدتها حب آلة البيانو والفنون عامة . وأكدت ارتباطها الشديد بوالديها الذين كانت تتحدث معهما هاتفيا كل يوم حتى وفاتهما. وعن محنة والدتها مع مرض السرطان وذكريات نشأتها الأولى فى برمنجهام بولاية ألاباما ومعاصرتها للسنوات الأولى للحركات الحقوقية المدنية التى برزت لمقاومة العنصرية ضد الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية وكيف كان والداها كمعلمين متفانين فى خدمة مجتمعهما وكيف ضحوا بكل شيء من أجل طفلتهم الوحيدة وقاموا بتوفير كل الفرص لها لتتقدم فى حياتها . وتتناول رايس علاقاتها بأصدقائها على مدى السنوات بداية من أصدقاء الطفولة و رفقاء المراهقة والشباب و تعلقها وارتباطها بهوايتها المفضلة العزف على البيانو التى دأبت على ممارستها منذ الصغر، وكيف أنها لم تتعلم السباحة حتى سن ال25 نظرا لإغلاق حوض السباحة الوحيد بمدينتها بسبب عنصرية حاكمها ضد السود حيث تختفى فجأة تلك السياسية المتحذلقة خريجة ستانفورد وتبرز مجرد امرأة تجتهد بشدة لإبراز جانبها الإنسانى فتكتب عن حياتها وسنوات الطفولة والشباب ثم سنوات العمل الأولى و التحاقها بمجلس الأمن القومى وفترة عمادتها لجامعة ستانفورد . كذلك تتناول حياتها فى البيت الأبيض التى بدأت فى عهد بوش الأب كمسئولة عن ملف أوروبا الشرقية و الإتحاد السوفيتى فى مجلس الأمن القومى وعلاقة الصداقة التى كانت تربطها بعائلتة وتسجل وداع باربرا بوش لها عندما كانت تستعد لمغادرة البيت الأبيض قائلة " لقد كنت دوما صديقة جيدة لعائلة بوش وهذا ليس آخر شيء سنراه منك " و لعل هذا ما يفسر إنضمامها بسهولة لإدارة بوش الإبن فيما بعد. ومن المتوقع أن تقوم رايس بنشر جزء آخر من مذكراتها يتناول تفاصيل حياتها السياسية وتلك الفترة التى أمضتها فى إدارة بوش الإبن بحلول عام 2012 .