احتفلت الهيئة المصرية العامة للكتاب بتوقيع الأعمال المسرحية الكاملة للكاتب محمد سلماوى، بالمركز الدولى للكتاب، وذلك تزامنا مع الاحتفاء بعيد ميلاده ال70. شارك في اللقاء الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، والناقد الدكتور صلاح فضل، وعدد كبير من المثقفين والمبدعين. فى البداية قال د.صلاح فضل: سوف أتحدث عن سلماوى المثقف ذي السبعة وجوه، لافتاً إلى أنه بدأ حياته الثقافية بدور المبدع حيث أحيا فن المسرح فى الوقت الذى كاد يلفظ أنفاسه فيه. ورأى أن "سلماوى" موهوب بغزارة علاقاته بالعظماء سواء توفيق الحكيم أو نجيب محفوظ الذى أحاط به الكثيرون، إلا أنه اختار سلماوى لتسلم جائزة نوبل نيابة عنه. وأكد "فضل" أن رواية "أجنحة الفراشة" كشفت عن الوجه الثورى الحقيقى لسلماوى. مضيفاً: بادرت بكتابة مقال عنها، وأرى أن هذه الرواية تضعه بجدارة فى صفوف المبدعين الروائيين. وقد عززها بإصدار مجموعة قصصية جديدة، إذن لديه الإبداع المسرحى والروائى والقصصى. وأردف: أظهر "سلماوى" مهارة بالغة فى العمل الصحفى بمستويين، ككاتب صحفى يوصل رسالته بإيجاز، وعمل صحفى آخر هو الإدارة الصحفية التى لا يمكن لأى أديب أن يتقنها، حيث أنشأ الأهرام إبدو، وكان مديرا ورئيسا ومنفذا لصحف. وتابع: حلقة أخرى أدارها بكفاءة بارعة هى إدارة الأعمال فى اتحاد الكتاب المصرى والعربى والأفرو آسيوى. حيث أحال الأعداء الذين أرادوا أن يسقطوه إلى أصدقاء ينتخبونه وكأنه ساحر. فعل ذلك دون رشوه مادية مثلما فعل ثروت أباظة أو وهج إبداعى كما كان توفيق الحكيم، بحد قول د.فضل. وأشار د.فضل إلى أن الفترة التى تولى فيها "سلماوى" الاتحاد بمستوياته المختلفة كانت تأتي له التبرعات دون شروط، وذلك لأنه جعل من الاتحاد صوتاً حقيقياً. وأضاف: وجه آخر وقد عاصرته فى إنشاء الاتحاد الآسيوى الإفريقى وبعثه للحياة. وأرى أنه ابدى زهداً فى المناصب، وكانت أمامه فرص عديدة لكى يكون وزيراً للثقافة. وقال د.فضل مازحاً: كان ذلك من حظ د.شاكر عبد الحميد، زميله على المنصة. وقال: الموقع الأخير الذى اختلفت معه فيه، لكن احترمته هو العمل كمتحدث إعلامى للجنة الخمسين، ولكنه كان مهندساً للحوارات التى كانت تُدار فى اللجنة والتى تكسرت فيها الكثير من النصال بسبب السلفيين، وكان العقل المدبر لكثير من أعمال هذه اللجنة. وعندما اختلفنا حول مقدمة الدستور كان موقفه شديد الحكمة، تعرض لهجوم شديد ولكنه لم يُستفز واستطاع أن يحتفظ بكياسته ودبلوماسيته. فهو قادر على أن يحدد اتجاه البوصلة الصحيح بما يناسب اللحظة. ومن جانبه قال الدكتور شاكر عبد الحميد إن "سلماوى" كاتب ومثقف موسوعي متنوع، وهذه صفة من صفات المبدعين. وتحدث "عبد الحميد" عن "أجنحة الفراشة"، لافتاً إلى أنها تعنى فى المسيحية رسماً للروح وفى الصين تعني رمزاً للبركة. الفراشة رمز للتغير والمرح والألوان المبهجة، هى رمز التغير. وأكد أن تدمير الفراشة هو تدمير للحياة. مضيفاً: للفراشة خصائصها، ومنها قدرتها على الطيران والحركة الحرة والتكيف مع البيئة بظروفها المتغيرة. وكذلك هيكلها الداخلى الذى يبدو ضعيفاً، وذلك للتكيف مع كل ما هو متغير. والفراشات تمثل قوة الحياة وأحلام الوضوح والقوة والتحقق والإنجاز. واستطرد: تمثل العقل والروح والخلود، والمرونة. ترقص كى تعيش. الفراشة تذكرنا بضرورة أن نتحرك، وهكذا فللفراشة دلالاتها الرمزية المتنوعة. ورأى أن الروايه بها كلام كثير عن الأزياء وعلاقتها بالهوية. مشيراً إلى أن الفراشة قريبة من الشخصية المصرية العاشقة للحرية. هى شخصية تختزن الخبرة ثم عندما تصل لمرحلة معينة تثور وترفض. مضيفاً: الرواية بها كم كبير من المعلومات حيث وردت كل معلومة فى سياقها. وقال: اختتم سلماوى الرواية ببيت شعر للشاعر الفلسطينى محمود درويش: أنا هنا وما عدا ذلك شائعة ونميمة. وأنا بدورى اقول إن سلماوى هنا وما عدا ذلك شائعة ونميمة. من ناحيته، قال الكاتب الصحفى محمد عبد الهادى رئيس تحرير الأهرام: إن سلماوى أحد المثقفين البارزين، تعلمت منه الكثير، بجانب كونه مثقفاً وروائياً له جانب مهم تعلمنا منه كصحفيين فى بداية حياتنا. حيث الكلمة الصادقة وتقاليد المهنة وكيفية التعبير بأقل الكلمات عن المعنى المراد. وأضاف عبد الهادى: كانت له تجربة عظيمة فى الأهرام ويكلى. وكذلك تأسيس منبر مصرى باللغة الفرنسية وهو الأهرام إبدو، وأتمنى عودته للكتابة فى الأهرام مره أخرى. وفى ختام اللقاء توجة "سلماوى" بالشكر للحضور ولهيئة الكتاب التى نظمت الحفل، كاشفاً أن الهيئة أعدت له قائمة بأسماء العديد من الشخصيات الحكومية والرسمية للاحتفاء به، إلا أنه قال إنه قضى عمره وسط هذه الحكومة، ولكنه يفضل أن يحتفل بعيد ميلاده وتوقيع أعماله الأدبية وسط أصدقائه من الكتاب والأدباء. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :