أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحولت إلى دولة توسعية إمبريالية فى أعقاب الحرب العالمية الثانية وعندما وضعت الحرب الباردة أوزارها اعتبرت واشنطن نفسها مسئولة عن المنطقة العربية ونفذت سياستها بها من خلال حكامها المستبدين ثم من خلال نشر القواعد العسكرية وأخيرا من خلال الاحتلال المباشر لبعض دول المنطقة ولم تكن الديمقراطية الأمريكية المزعومة داخل هذا الإطار من الأساس . وذكرت الصحيفة أن القواسم المشتركة بين الانتفاضات العربية الحالة الاقتصادية المتردية والتى تتمثل فى ارتفاع الأسعار وندرة السلع الأساسية وارتفاع معدلات البطالة إلى جانب سيطرة المحسوبية والفساد والقمع والتعذيب ورغم ذلك كان خوف أمريكا الرئيسى يكمن فى تداعيات هذه الانتفاضات على أمن اسرائيل وسيطر عليها شبح تراجع مصر عن معاهدة السلام . وقالت الصحيفة إن رموز مبارك مازالوا موجودين وهم يدعون من وقت لآخر إلى ضرورة الاستقرار ومازالت هناك مفاوضات محمومة وراء الكواليس بين واشنطن و جماعة الإخوان المسلمين بينما تظل الحركة الجماهيرية فى حالة تأهب فى كل من مصر وتونس فى ظل غياب الأدوات السياسية المعبرة عن الإرادة الشعبية . وانتقدت الصحيفة التدخل الإنسانى المزعوم فى ليبيا من جانب الغرب مؤكدة أن الوضع الإنسانى هناك أصبح أكثر سوءا بعد هذا التدخل كما سمح للقذافى بالافتخار للدفاع عن بلاده ضد الإمبريالية الغربية . ووفقا للصحيفة فمهما كانت النتيجة النهائية للصراع فى ليبيا فلن تكون فى صالح شعبها حيث تتراوح ما بين تقسيم البلاد ما بين دولة القذافى ودولة المجلس الانتقالى المدعوم من جانب الغرب أو إقصاء القذافى وسيطرة الغرب على البلاد واحتياطى البترول فى طرابلس . هذا السيناريو الغربى لإحلال الديمقراطية على الطريقة الأمريكية لن يتسع ليشمل دولا أخرى بالمنطقة فقد أعطت واشنطن ضوءا أخضر لتحويل البحرين لمعسكر اعتقال مثل جوانتانامو ونفس الامر ينطبق على اليمن , وفى سوريا بينما يعانى الشعب من القتل والتعذيب والاعتقال إلا إنهم لا يرغبون فى التدخل حيث تفضل واشنطن وتل أبيب بقاء الأسد فى السلطة مثلما كانت تفضل بقاء مبارك فى مصر خوفا على أمن إسرائيل .