أكد عدد من خبراء أسواق المال أن العامل النفسي لمستثمري البورصة سيتحكم بشدة في اتجاهات المستثمرين بالبورصة خلال الفترة المقبلة، والتي شهدت أداء متذبذبا لمؤشراتها خلال معظم جلسات تداول الأسابيع الماضية. وأشار الخبراء إلى أن الأحداث السلبية التي لحقت بالعديد من الأسهم وتدني أسعارها السوقية، خاصة أسهم المتهمين بالفساد وضعت مستثمريها في حالة نفسية سيئة نظرا لتحولهم من الاستثمار في أسهم كبار المسئولين قبل الثورة والتي كانت تتمتع بالأداء المرتفع في أغلب الأحيان والمتماسك في أوقات الهبوط إلي الاستثمار في أسهم تتهاوي يوما تلو الآخر. كان تقرير لمؤسسة "بزنس مونيتور إنترناشيونال" صدر أخيرا، أكد أن الأسهم المصرية لديها قدرة على جذب المستثمرين بالرغم من حجم الخسائر المتوقعة للبورصة في عام 2011 واستشراء الفساد. أضاف التقرير أن ما عزز من رؤيته بشأن الأسهم أنه تجرى حاليا عملية إعادة تقييم للسوق خلال فترة الانخفاض في معدلات النمو الاقتصادي لعام 2011 / 2012 بما قد يحد من المزيد من الخسائر. وقال عمرو الألفي رئيس مجموعة الأبحاث بشركة سي آي كابيتال إن النظرة الاقتصادية في الاستثمار بالبورصة في الوقت الحالي يشوبها قدر من الضبابية وإن كانت تعكس قوة الاقتصاد المصري ومتانته مما يولد نوعا من الإحساس بالطمأنينة مستقبلا. وأشار الألفي إلى أن الحكم من الناحية الاقتصادية علي الاستثمار في البورصة وحده لا يكفي خاصة خلال الوقت الحالي حيث يتدخل الجانب النفسي بدرجة كبيرة في الوقت التي تكثر فيه التقارير الصادرة عن البورصة والاستثمار فيها ويضع المستثمرين في حيرة من أمرهم ويؤثر علي حالاتهم الشرائية والبيعية. ووصف محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز نفسية المستثمرين بالبورصة تتراقص علي أنغام صعود وهبوط مؤشراتها والتي تتسم بحالة من عدم الثبات والتأثر بأبسط الأمور التي قد تحدث في الوقت الحالي. أضاف أن كثرة التقارير الصادرة عن مؤسسات ووسائل إعلام تتحكم بشدة في اتجاهات المستثمرين الذين فقدوا القدرة علي التوصل لقرار واضح يقودهم إلي قدر من الثبات النفسي في استثماراتهم بالبورصة. وأشار إلى أنه بغض النظر عن الأحداث الجارية فيجب أن يسود حالة من الاتزان في التعامل بيعا وشراء بمعني أن يتقبل المستثمر اضطرابات السوق مادام واثقا فيما يعمله ومتقبلا للموقف الراهن.