هدوء وسيولة مرورية، شهدها ميدان رمسيس، اليوم الاثنين، عقب نقل الباعة الجائلين منه، للسوق الجديدة التى أعدتها محافظة القاهرة بجوار موقف أحمد حلمى، أمس الأحد. هذا الهدوء، صاحبه غضب شديد من قبل الباعة الجائلين، بخاصة باعة موقف أحمد حلمى الأصليين، والذين لم يسلمهم حى الأزبكية باكيات، بل خصصها فقط لباعة ميدان رمسيس، والذين لم يحصل أيضا غالبيتهم على باكيات، بحجة أن أسماءهم غير مدرجة فى كشوف الحصر. "بوابة الأهرام"، رصدت من داخل الباكيات الجديدة بموقف أحمد حلمى معاناة الباعة، حيث أكد محمود أحمد، أحد الباعة الذين تسلموا باكية، أنه كان من ضمن الباعة الرئيسين أمام عمارة رمسيس، لافتا إلى أنهم كانوا يأكلون"جاتوه"، حيث الزبائن وحيوية المكان والمكسب الكبير، أما ابتداء من اليوم فسيأكلون - بحسب تعبيره ترابا-، لعدم حيوية السوق الجديدة. أما صباح الصاوى، فمعاناتها تتمثل فى أنها مطلقة، ولديها ثلاث بنات، اضطرت الحاجة وضيق العيش لترك اثنين منهما بملجأ بمنطقة إمبابة، وسعى أهل الخير لاستخراج كارنيه نقابة الباعة الجائلين لها، مع منحها فرشة لبيع "الشرابات" بميدان رمسيس، لكنها أزيلت أمس الأحد، دون أن تتسلم هى الأخرى باكية جديدة بموقف أحمد حلمى. وقالت صباح"نقابة الباعة الجائلين دى فشنك، خدوا منى 150 جنيها علشان أطلع الكارنيه، وفى الآخر مساعدوش حد فينا فى أزمتنا، منهم لله". نفس المعاناة رواها لنا عاطف على، وهو أحد باعة موقف أحمد حلمى الأصليين، وهؤلاء – كما أوضح عاطف- يبيعون فى الموقف منذ ما يزيد على ال30عاما، لكن أجهزة محافظة القاهرة لم تسلم أحدا منهم باكيات جديدة، ومنحتها بأكملها لباعة ميدان رمسيس، رغم أنهم الأحق لقدم وجودهم بالمكان. من جانب أخر، تجولت "بوابة الأهرام" بالسوق الجديدة بموقف أحمد حلمى، حيث أن باعة رمسيس رفضوا افتراش الباكيات الجديدة، باستثناء قلة منهم، وهو مشهد يعيد للأذهان رفض باعة وسط العاصمة ( شوارع قصر النيل وطلعت حرب و26 يوليو) افتراش سوق الترجمان، الذى خصصته محافظة القاهرة لباعة وسط العاصمة منذ نقلهم إليه فى أغسطس الماضى، والذى ثبت فشله، ورفض الباعة حتى الآن افتراشه لعدم حيويته وبعده عن "زبائنهم". فى سياق متصل، تخوف السائقون بموقف أحمد حلمى، من نقل الباعة الجائلين إليه، وأوضح خالد عبدالستار، أحد أقدم سائقى السرفيس بالموقف، ل "بوابة الأهرام"، إن الأيام القادمة ستشهد احتكاكات بيننا وبينهم، بخاصة أن المحافظة أما الحاجة أم أحمد، فلم تتوقف عن الدعاء على مسؤولى محافظة القاهرة، موضحة ل"بوابة الأهرام"، أنها تبيع "الساندوتشات والعصائر" بميدان رمسيس منذ 18عاما، لكن مرافق العاصمة أزالت أمس فرشتها، ولم يسلمها حى الأزبكية باكية بموقف أحمد حلمى. لم تقتصر المعاناة عند هذا الحد، بل أكد الحاج أحمد يوسف، أحد أقدم الباعة الجائلين بموقف أحمد حلمى، أن المسئولين بمحافظة القاهرة خلطوا الأمور ببعضها، ونقلوا باعة رمسيس بحى الأزبكية إلى موقف أحمد حلمى التابع لحى شبرا، وهو ما سيحدث أزمة مستقبلا، حيث إن الباعة الجائلين بحى شبرا يرون أحقيتهم بباكيات الموقف التابع لهم. وأضاف يوسف، أن الأيام المقبلة ستشهد المشاجرات بين باعة رمسيس وشبرا والسائقين، فكل فئة ترى أحقيتها بالباكيات الجديدة، وإن كان الهدوء يسيطر الآن، بسبب انتشار الأمن فى جنبات الموقف. عاطف عبدالمنعم، رئيس حى الأزبكية، أكد ل "بوابة الأهرام"، أن أجهزة الحى أعدت ما يقرب من 540 باكية بموقف أحمد حلمى، لافتا إلى أنهم واجهوا مشكلات عند حصر باعة رمسيس، ممثلة فى اختلاط باعة سوق الترجمان معهم. كما واجهوا أزمة فى رفض الباعة الانتقال، وبرغم كل هذه التحديات فإن عملية نقلهم وإخلاء ميدان رمسيس، نجحت أمس الأحد، تمهيدا لتطويره. يذكر أن محافظ القاهرة، قد أكد أن موقف أحمد حلمى سيكون حيويا ويتردد عليه المواطنون للشراء من الباعة، حيث يضم الموقف 5 آلاف سيارة ميكروباص و32 خط أتوبيس لنقل الركاب من وإلى جميع مناطق القاهرة الكبري، مما يجعله مركزا للتسوق بعد نقل الباعة الجائلين إليه. ويستوعب السوق حوالي 565 بائعا الذين يفترشون أرصفة وشوارع ميدان رمسيس، ويتكون السوق من ثلاثة أجزاء، الأول على مساحة إجمالية حوالي 3000 متر مربع، لاستيعاب حوالي 365 بائعًا، تم تقسيم المساحة بشكل منظم بممرات تسمح بسهول التجوال والوصول لكل الباعة.