كشفت تحقيقات النيابة العامة مع ضابطى الأمن الوطنى المتهمين فى واقعة مقتل المحامى كريم حمدى داخل ديوان قسم شرطة المطرية جراء التعذيب أن المتهم حال اصطحابه لديوان القسم عقب ضبطه كان فى حالة طبيعية ولا يعانى من أى أعراض مرضية وبصحة جيدة. جاءت أقوال عبد الغنى ابراهيم - جزار فى تحقيقات النيابة أنه تم القبض عليه هو والمجنى عليه كريم حمدى فى القضية رقم 3763 لسنة 2015 جنايات المطرية وأن ضابطى الأمن الوطنى المتهمين قاما بمناقشتهما داخل غرفة المباحث معصوبى العينين. وأكد أنه سمع المجنى عليه كريم حمدى يصرخ قائلا: "أه آه خلاص ياباشا هاعترف" وأثناء مناقشته اعتدى عليه الضابطان بالأيدى والأرجل حتى ساءت حالته الصحية تماما. فيما أكد العقيد محمود أحمد عبد الله ربيع، مأمور قسم شرطة المطرية أن المتهم حال اصطحابه لديوان القسم عقب ضبطه كان فى حالة طبيعية ولا يعانى من أى أعراض مرضية وبصحة جيدة. وتابع العقيد محمود مأمور قسم شرطة المطرية أنه نفاذًا لإذن النيابة العامة بضبط وإحضار المتهمين عبد الغنى إبراهيم شعبان وكريم حمدى محمد، توجهت مأمورية من قوة قسم شرطة المطرية لضبطهما، وفى صباح يوم 2015/2/24 فى الساعة الثامنة والنصف صباحاً شاهد المتهم المتوفى كريم حمدى وهو فى طريقه لترحيله للعرض على النيابة العامة وكانت تظهر على الأخير علامات الإعياء الشديد، فاتصل هاتفياً بالسيد مدير النيابة المختصة واستأذنه فى نقل المتهم للمستشفي لتوفير الرعاية الصحية اللازمة له، وتم نقله بالفعل وعلم عقب ذلك بوفاة المتهم. وبسؤال الضابط وائل محمد متولى السيد، رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، ردد بمضمون أقوال سابقة. وتبين من أقوال النقيب حمدى السعيد عثمان السيد، معاون نظام قسم شرطة المطرية أنه تم عرض أوراق المتهم وآخر عليه مساء يوم 2015/2/23 حوالى الساعة الثامنة مساءً بمعرفة الملازم أول محمد حسام، رئيس التحقيقات بالقسم آنذاك، وذلك حال عودتهما سراى النيابة العامة رفق قرار بحجزهما وعرضهما رفق تحريات الأمن الوطني وفى صباح اليوم التالى 2015/2/24 علم بنقل المتهم كريم حمدى للمستشفى ووفاته ونفى معرفته بسبب الإصابات المبينة بمناظرة النيابة العامة لجثمان المتهم المتوفى. كما شهد حنفى محمد على السقا الذى كان متواجدًا بغرفة النوبتجية لإنهاء أوراق الإفراج الخاصة به أنه شاهد المتوفى فى حالة إعياء شديدة ولا يستطيع المشى، وقام السيد مأمور القسم بإحضار كوب مياه بالسكر له ثم تم نقله للمستشفى. فيما أفادت التحقيقات أن المتهمين قاما بتعذيبه بالضرب بالأرجل واليدين لمدة طويلة لإجباره على الاعتراف على بعض الخلايا التى تقوم باستهداف قوات الشرطة والجيش خلال المظاهرات وتبين أن المجنى عليه أصيب بحالة إعياء عقب تعذيبه بالضرب بمنطقة الخصيتين. وأكد الشهود أن المتهم في أثناء تعذيبه داخل غرفة المباحث كان رئيس المباحث يستغرق فى النوم داخل غرفته المخصصة له داخل القسم، وهو ما أكده الضابط أحمد يحيى رئيس مباحث المطرية. وأضاف الشاهد أنه بعد مناقشة كريم من قبل ضابطى الأمن الوطنى اعترف على بعض الأشخاص فاصطحبه الرائد أحمد يحيى للإرشاد عن محل إقامتهم. وقال حازم حسام الدين حسن شاهد فى القضية ويعمل طبيبًا شرعيًا بمصلحة الطب الشرعى إن جثة المجنى عليه وجد بها العديد من الإصابات "كسر بالعظم الأنفى وكسر بالجناح الأيمن للعظم اللامى بالرقبة وكسور بالصدر من الضلع الثانى للثامن وإصابات بالبطن والحوض. وأضاف أن الإصابات بمنطقة الرقبة والصدر والخصيتين تكفى لإحداث الوفاة أن تلك الاصابات جائزة الحدوث من الاعتداء عليه بالأيدى أو الأرجل. فيما نفى كريم صلاح الدين محمد عبد الفتاح البحيرى - شاهد – ويعمل نقيب شرطة وضابط بمباحث قسم المطرية أن يكون شاهد الواقعة، حيث أكد أنه في أثناء عودته لديوان القسم من إحدى المأموريات وجد المجنى عليه والمتهم عبد الغنى إبراهيم شعبان بوحدة المباحث وكان يتم مناقشة أحدهما بمعرفة المتهمين بغرفة ضباط مباحث القسم وأنه دخل إلى تلك الغرفة لآخذ متعلقاته وشاهد المجنى عليه حال مناقشته معصوب العينين ولم يشهد واقعة الاعتداء عليه. وأضاف أنه فى تلك الأثناء كان الرائد أحمد يحيى نائما بغرفة رئيس مباحث القسم وتطابقت أقوال الشاهد الرابع محمد صلاح الدين محمود المعدواى نقيب شرطة وضابط مباحث بقسم المطرية مع الشاهد السابق. كما تطابقت أقوال الشاهد أحمد محمد محمود وهبة ملازم أول شرطة وضابط مباحث بقسم المطرية مع الشاهد السابق. وكشف سامى محمد إسماعيل مندوب شرطة بمباحث المطرية أنه كان متواجدًا بوحدة مباحث القسم حال استلام أمين الشرطة محمد ظريف للمتهمين يو 23 فبراير واصطحابهما لوحدة المباحث كتعليمات من الرائد أحمد يحيى وأنه بناء على تعليمات الأخير أودعهما بغرفة التسجيل الجنائى بالوحدة فى انتظار قدوم ضباط الأمن الوطنى لمناقشتهما وأنهما كانا بحالة صحية جيدة ولا يظهر على أي منهما ثمة علامات إعياء أو آثار إصابات. فيما أكد الشاهد سعيد سيد إبراهيم أمين شرطة بمباحث شرطة المطرية أنه استلم نوبتجية من الشاهد السادس وتولى حراسة المجنى عليه والمتهم عبد الغنى عقب إيداعهما غرفة الأحكام وأن المجنى عليه ظل بغرفة الأحكام بوحدة المباحث عقب انتهاء المتهمين من مناقشته ولم يدخل أحد إلى تلك الغرفة حتى صباح يوم 24 فبراير وحال تجهيزهما للعرض على النيابة العامة أبصر المجنى عليه فى حالة إعياء. وقال النقيب رجب مصطفى العماوى فى التحقيقات إنه أبصر المجنى عليه فى حالة إعياء حال خروجه للنيابة الصباحية وأنه حاول إسعافه وأمره المأمور باصطحاب المجنى عليه إلى مستشفى المطرية واستقبله الأطباء لمحاولة إسعافه إلا أنه فارق الحياة. وبسؤال عبد الغنى إبراهيم شعبان شهد بأنه كانت تتم مناقشته والمجنى عليه كل منهما على حدة معصوبى العينين وأنه حال تواجده خارج الغرفة وفي أثناء مناقشة ضباط الأمن الوطنى للمجنى عليه تنامى إلى سمعه أصوات المجنى عليه يتأوه، وأضاف أنه تم التعدى عليه بواسطة سالفى الذكر بالضرب بالأيدى والأرجل وأنه عقب المناقشة وجد المجنى عليه فى حالة إعياء، واختتم أقواله بكون المجنى عليه كان يتعاطى عقار الترامادول كمسكن للألم لتعرضه لحادث وعملية جراحية. وبسؤال محمد محمد مرسى، خال المتوفى، شهد بأن المجنى عليه سبق أن تعرض لواقعة الإصابة بطلق نارى فى بطنه فى غضون شهر إبريل 2013 وأنه تعرض لحادث نتج عنه كسر قدمى، وأنه أجرى عملية جراحية لتركيب شرائح ومسامير طبية، وأنه أخيراً أصيب بمؤخرته حال قضاء حاجته، وأنه كان يتعاطى عقار الترامادول كمسكن للألم. كشف تقرير الطب الشرعى وجود كدمات بالرقبة من الأمام وكدمة بالصدر من الناحية اليسرى والقضيب وجرح قديم بالإلية اليمنى خمس سنتيمترات وإصابة بالأنف والرقبة من الناحية اليسرى وإصابة العنق من المنتصف وإصابة بالصدر من أعلى وآثار احمرار بمعصم يده اليمنى وإصابة بمعصم يده اليسرى من الجانب. كما كشف تقرير الطب الشرعى أن جثة المجنى علية بها إصابة بالظهر من المنتصف، ومن الأسفل، وإصابة بالإلية اليسرى من الداخل، وإصابة بساقه اليسرى فى منتصف الركبة وإحمرار بجوار وصول منطقة العانة واشتباه تورم وزرة إبر فى القضيب وكيس الصفن، وكذا وجد آثار عملية وغرز جراحية بالإلية اليمنى وغرز جراحية قديمة بالبطن من الناحية اليمنى من الأسفل. وأفاد الكشف الطبى الظاهرى بأن الجثة لذكر فى حوالى العقد الثالث من العمر سليم ظاهر العينين نحيف البنية فى دور التيبس الرمى المتداخل مع عوامل الحفظ بالثلاجة والتعفن الرمى لم يتضح ظاهرياً بعد والرسوب الرمى بلون باهت بخلفية الجثة عدا مواضع الارتكاز، هذا وكان بالجثة من الآثار الإصابية الحيوية الحديثة. وتبين من التقرير أنه بالشق على فروة الرأس ورفعها تبينا خلوها من ثمة آثار إصابية أو انسكابات دموية، وعظام الجمجمة خالية من الكسور والسحايا خالية من التمزقات، والمخ سطحه وجوهره وتجاويفه خالية من التغيرات الباثولوجية. وبالشق على الأنسجة الرخوة وعضلات الوجه والعنق تبين وجود انسكابات غزيرة بالأنسجة الرخوة وعضلات يمين ويسار العنق وكذا بالأنسجة الرخوة بالوجه مع وجود كسر بالعظم الأنفى وكسر بالجناح الأيمن للعظم اللامى محاط بانسكابات دموية وباقى عظام الوجه والفقرات العنقية والغضاريف الحنجرية خالية من الكسور، والمرىء والقصبة الهوائية جدارهما بحالة سليمة وتجويفهما خال من الأجسام الغريبة. وبالشق على الأنسجة الرخوة وعضلات الصدر تبينا وجود انسكابات غزيرة بعضلات مقدم ويمين ويسار الصدر مقابل الكدمات المشاهدة مع وجود كسور بالأضلاع الصدرية اليمنى واليسرى من 2-8 ونزيف داخل تجويف الصدر وتهتك بالسطح الأمامى بالرئتين وتكدم على السطح الأمامى للقلب بالبطن الأيسر. وكشفت ملاحظة النيابة العامة من خلال تقرير مصلحة الطب الشرعى أن الإصابات الموجودة بجسد المجنى عليه حديثة ذات طبيعة رضية حدثت نتيجة الاصطدام بجسم صلب. وأن الوفاة تسببت في توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالصدر والبطن والعنق وما أدت إليه من كسور بالأضلاع الصدرية وتهتك بالرئتين وتهتك بالقلب والكبد وكيس الصفن، مما تسبب فى نزيف بالصدر والبطن وبالخصيتين وحول الكليتين أدى إلى صدمة.