"لذلك كان لابد أن تستمر إيناس عبد الدايم في منصبها لرئاسة الأوبرا".. جملة تداعب خاطرك إذا حالفك الحظ بمشاهدة عرض فرقة "موسكو على الجليد" الروسية والتي تختتم فعالياتها على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية غداً الجمعة بعد تقديمها لثلاث ليال متواصلة، اتسمت بحضور جماهيري ملأ جنبات المسرح من جنسيات عربية وأجنبية. تسرح بخاطرك خلال عرض الفرقة لباليه "كسارة البندق" الشهير، لحجم المتعة والإبهار الذي تمتلىء به عيناك، وسط حرفية الأداء للراقصين الذين قدموا عرضهم في ثوب جديد يمزج بين التزحلق على الجليد والباليه الكلاسيكي مع تقديم عدد من الحركات الأكروبات التي لا يمكن مشاهدتها إلا في السيرك فقط. "محدودية المسرح لا تمنعك من الإبداع" هكذا كان شعار فرقة "موسكو على الجليد" خلال عرضها، فرغم المساحة المحدودة للمسرح الذي زود بمعدات خاصة بالتزحلق على الجليد إلا أن الفرقة تغلبت على ذلك بتركيز كلاً منهم في تأدية دوره حتى من وقع منهم في خطأ غير مقصود عندما خلع "الباتيناج" من أحدى أرجله مما أدى لإعاقته في استكمال عرضه، استعوض الأمر بتقديمه عن طريق حامل أمسكه بيديه، ورفع عليه جسده كاملاً. مداعبات الفرقة للجمهور لا تنتهي حيث قام اثنان من أعضائها بتقديم عرض ممثل في ألعاب "الخفة" حيث استبدلا ملابسهما أكثر من مرة على خشبة المسرح في أقل من الثانية بعد أن يختفي كل منهما داخل ما يشبه "الشوال". تفاعل كبير قدمه الجمهور الحاضر للفرقة حيث التصفيق الحار لهم، والإشادة بكلمة "برافو" خلال تأدية الكثير من المشاهد داخل العرض المفعم بالطاقة والحيوية خصوصاً خلال الفاصل الثاني والذي غلب عليه تقديم لكثير من الفقرات الأكروباتية. وفي مشهد متبادل للسلامات الحارة بين الجمهور والفرقة بعد انتهاء العرض، وصلت لدرجة إعادة رفع ستار المسرح بعد غلقه للتواصل معاً ثانية، يطرق خاطرك الواقع المظلم الذي كان من الممكن أن تسير دار الأوبرا المصرية في رحابه دون قيادة إيناس عبد الدايم في إشارة للحكم الظلامي وما حدث خلال فترة تولية علاء عبد العزيز لمنصب وزير الثقافة، وازارد الأمر سوء بعد انتشار الحديث عن النية في منع فن الباليه من مصر، وهو ما كان سيحرم قطاعات كبيرة من فئات الشعب مستقبلاً من رؤية أنواع متطورة لهذا الفن مثل عرض فرقة "موسكو على الجليد" الروسية.