لاقى الاقتراح الذي قدمه ائتلاف الثقافة المستقلة، للدكتور عزالدين شكري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بتخصيص بعض مقار الحزب الوطني التابعة للدولة لعمل المؤسسات الثقافية المستقلة، قبولاً من جانب عدد من المثقفين. وطالب وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي، الائتلاف بسرعة تقديم ذلك الاقتراح للوزارة، لأن مجلس الوزراء بدء اليوم في توزيع تلك المقار، وقال ل"بوابة الأهرام":" أطالب الائتلاف بضرورة التحرك في تقديم اقتراحهم بشكل واضح، وتعيين الأماكن والمؤسسات التي تحتاج تلك المقار، لأن مجلس الوزراء بدء فعلا في توزيع تلك المقار اليوم، لبعض المدارس، ومعهد الأورام". وأكد أبوغازي إمكانية تحقيق ذلك الاقتراح، لكنه حذر من الإبطاء في تقديمه، قائلا:" إن الإبطاء في تقديم ذلك الطلب، سيعيق تنفيذه، لأن الاختيار بين مؤسسة ثقافية ومدرسة سيصب بالتأكيد لصالح المدرسة". ولفت إلى أنه سيتحدث مع الدكتور عزالدين شكري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبسمة الحسيني من ائتلاف الثقافة المستقلة لبحث كيفية تقديم ذلك الطلب. وكان وفدًا من ائتلاف الثقافة المستقلة ضم الموسيقى فتحي سلامة والمخرجة عزة الحسيني والفنان التشكيلي حمدي رضا والناشطين الثقافيين عبد الله ضيف وبسمة الحسيني، قد اجتمع بالأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عزالدين شكري، أمس، لبحث تطوير دور المجلس الأعلى للثقافة واستقلاله عن الدولة في الفترة القادمة، واقترح على المجلس أن يطلب من رئيس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يخصص بعضًا من مقار الحزب الوطني المنحل لعمل المؤسسات الثقافية المستقلة. وفي سياق متصل رحب الروائي إبراهيم عبد المجيد بذلك الاقتراح، مؤكدًا أنه طالب كثيرًا من خلال مقالاته بتخصيص جميع مقار الحزب الوطني، وليس بعضها، للجمعيات الأهلية الثقافية، باختلاف أنشطتها، وذلك نظير إيجار رمزي، لأن ذلك –بحسب عبدالمجيد- أمر في غاية الأهمية. من جانبه زكى الشاعر شعبان يوسف الاقتراح، ووصفه بالنبيل، لأن الثقافة –حسبما يرى- لا يوجد لديها نوافذ حقيقية، سوى قصور الثقافة "المهملة، والميتة تقريبًا"، وقال :" لو حدث وتم تخصيص بعض المقار لعمل كيانات ثقافية حقيقية، بعيدة عن التكوينات العصابية التي عهدناها، سينعكس الأمر بشكل إيجابي على الثقافة الرسمية في المقام الأول". بينما تساءل الفنان التشكيلي عادل السيوي لماذا يسعى "المستقل" لنيل نصيب من الملكية العامة للدولة، وأضاف : الطبيعي أن تكون تلك الائتلافات ميزانية خاصة بها وتنشئ أماكن خاصة لأنشطتها الثقافية، فهناك دائمًا ماهو تابع للدولة وماهو مستقل عنها وخارجها، فلماذا يقوم ائتلاف مستقل بتقديم طلب للانضمام إلى الدولة؟.