كان هذا هو العنوان الأبرز والأكثر إثارة في الصحف الإسرائلية الصادرة اليوم بجانب موضوعات مهمة أخرى مثل إقرار الحكومة لمشروع قانون المواطنة العنصري ضد العرب اليوم.. وصدمة في تل أبيب عقب الهزيمة من كرواتيا. البداية كانت مع صحيفة هاآرتس والتي نشرت عبر محررها الأمني يوسي ميلمان تحقيقا مطولا عن وجود عدد من القتلى العسكريين الإسرائيليين في المعارك والحروب – من مزدوجي الجنسية - أحياء يرزقون في أوروبا، مشيرا إلى أن أحد المتورطين في عملية اغتيال المبحوح حمل بطاقة هوية بريطانية باسم "يهودا لوستيج"، وهو اسم لأحد الجنرالات الذين قتلوا في حرب 1973 ضد مصر. وعرضت الصحيفة صورة قبر لوستيج وصورته الحقيقية، بينما تظهر صورة المشتبه فيه باغتيال المبحوح، ويدعى كريستوفر لوكوود والذي انتحل هذا الاسم وشخصية لوستيج لدى تنفيذ عمليّة قتل المبحوح. وتشير الصحيفة إلى أن لوكوود استخدم بطاقة هوية بريطانية تعود إلى لوستيج والذي كان بريطاني الأصل قبل أن يهاجر إلى إسرائيل حتى يستطيع تضليل الأوروبيين والإماراتيين في هذه العملية. الأهم من هذا أن قضية يهودا لوستيج، كشفت أن الجيش الإسرائيلي وبالتعاون مع الموساد لا يقومان بإبلاغ مؤسسات الدولة الرسمية بموت الكثير من العسكريين من أصحاب الجنسيات الأوروبية والأمريكية من أجل استغلال أسمائهم وهوياتهم الغربية في القيام بعدد من الأنشطة السرية للموساد، وهو ما سيحقق لهم الكثير من المكاسب خاصة وأن إسرائيل تنكر معرفتها بأي عميل يسقط من الممكن أن يحمل جنسيتها أو بطاقة هوية لا تحمل اسمه الحقيقي عموما، يبدو أن قضية المبحوح ستكشف الكثير من المفاجآت خاصة مع سعى الإمارات الحثيث للكشف عن المزيد من أسرار هذه القضية. وكان طبيعيا أن تحظي القمة العربية المنعقدة في سرت باهتمام الصحافة الإسرائلية، حيث عرض بوعاز بيسموت المحلل والخبير السياسي في صحيفة إسرائيل اليوم تقريرا أشار فيه إلى صعوبة تحريك عملية السلام خلال الفترة المقبلة خاصة وأن الواضح حتى الآن، ومن خلال خطاب أبو مازن في القمة، صعوبة الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، الأهم من هذا أن بيسموت نقل عن مصادر أمريكية قولها أنه من غير الممكن تحقيق انفراج بارز خلال فترة الشهر التي منحتها لجنة المتابعة العربية لواشنطن لإنقاذ عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت هذه المصادر إلى صعوبة اعتراف واشنطن بدولة فلسطينية في حدود عام 1967 كما يطالب الفلسطينيون، وقالت أن أي اعتراف من هذا النوع سيظل اسميًا من دون تفعيل بسبب مشكلات أساسية تتعلق بالحدود وقناعة واشنطن بضرورة تبني الجانب العربي موقفا أكثر مرونة إزاء المطالب الإسرائيلية، وهو ما لم يتحقق بالقمة العربية التي جاءت على ما يبدو حتى الآن مخيبة للآمال بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل. ومن هاآرتس إلى صحيفة يديعوت أحرونوت والتي أشارت عبر محررها يهودا ليتاني إلى توقع مصادقة الحكومة اليوم على مشروع قانون يوجب إعلان الولاء لدولة يهودية، وأضاف ليتاني أن غالبية الوزراء في الحكومة يؤيدون هذا القانون الذي كان أول من بادر إليه كان وزير العدل يعقوب نيئمان، واشار ليتاني إلى أن نتنياهو يؤيد مشروع القانون الذي يطالب بضرورة إعلان أي شخص عن ولائه لإسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية إن رغب في الحصول على الجنسية الإسرائيلية وإلى افتتاحية صحيفة معاريف اليوم والتي وصفت هذا القانون بالخطير قائلة" تشير جميع التوقعات إلى أن هذا القانون ترافقه عدد من القوانين الأخرى التي سيتم طرحها في دورة الكنيست والتي تحظى حتى الآن بقبول لافت وموافقة سواء من الأحزاب السياسية أو المواطنين، صحيح أن الكثير من أعضاء الكنيست وبالتحديد من الأحزاب السياسية العربية أو اليسارية يرفضون تماما تطبيق هذه القوانين إلا أن غالبية الإسرائيليين مقتنعون في قرارة أنفسهم به، والأهم من هذا أن العشرات يرون أن هذا القانون يمثل الحل للكثير من المشكلات سواء الأمنية أو السياسية أو الاجتماعية التي تواجهها البلاد وتتطرق معاريف إلى هذه القوانين قائلة "هناك بعض من القوانين الأخرى التي سيتم طرحها للنقاش خلال الفترة المقبلة مثل قانون حظر التحريض، وهو القانون الذي طرحته عضوة الكنيست زبولون أورليف من حزب البيت اليهودي والذي يقضي بتعديل جريمة التحريض وتغليظ العقوبة المفروضة عليها بحيث يسجن كل من يرفض الاعتراف بوجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وغيره من القوانين المتشددة الأخرى". وبالتالي يبدو هذا القانون الذي سيواجه سهولة في تمريره حكوميا أنه سيتعرض بالتأكيد لأزمات في الكنيست خاصة وأن الأحزاب اليسارية تعترض عليه بقوة. وبعيدا عن هذا القانون تطرقت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى قضية التوريث في كوريا الشمالية، حيث سافر بوعاز يهودا المحلل السياسي للصحيفة إلى بيونج يانج لرصد ما أسماه بالتطورات المهمة في كوريا، وكان باكورة الرسائل الصحفية التي أرسلها يهودا تتعلق بالعرض العسكري الذي أقمته كوريا الشمالية أخيرا، وهو العرض الذي وصفه بالمذهل وتم خلاله إبراز دور نجل يانج العسكري بين القادة الكوريين. وأشار يهودا إلى أن المهم في هذه القضية إلى أن المصالح الإسرائيلية مع كوريا لا تتأثر بهذه التغيرات السياسية في بيونج يانج، لافتا إلى أن صحيفة يديعوت أحرونوت باعتبارها الصحيفة الأولى في إسرائيل كانت من الصحف القليلة في العالم التي دعيت لحضور هذا الحفل، الأمر الذي يمثل اعترافا كوريا بأهمية التعاون مع إسرائيل. وإلى قضية الحاخام دافيد باري رئيس الحركة الاستيطانية في القدس والذي قام بدهس صبية فلسطينية بسيارته بلا رحمة بعد أن كان هذا الصبي يبادر بالاعتداء عليه، والغريب أن الشرطة الإسرائيلية تركته بدعوى أنه كان يدافع عن نفسه، وعن هذه الحادثة تقول صحيفة إسرائيل اليوم وعبر محررها يوري يلون أن باري قام بدهس الصبية الفلسطينيين بلا رحمة، وهو ما أثار الكثير من جماعات حقوق الإنسان، الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه خاصة وأن الشرطة برأته من هذه التهمة والجريمة التي ارتكبها، وقال يلون: إن دعمنا للاستيطان يحب ألا يكون في النهاية موجها ضد الفلسطينيين. وإلى الحوار الذي أجراه برنابا بنجامين وزير إعلام دولة جنوب السودان الجديدة مع صحيفة الخليج الإماراتية، وهو الحوار الذي أشارت صحيفة هاآرتس وعبر محررها نيفي هريل إلى أهميته خاصة وأن جميع الشواهد تؤكد بأن دولة جنوب السودان سيتم تأسيسها حسب نتيجة الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل، والنقطة المهمة هنا أن بنجامين ألمح إلى احتمال إقامة علاقات مع إسرائيل، حيث قال ردا على سؤال له أنه مثلما توجد علاقات دبلوماسية لبعض الدول العربية مع إسرائيل فلماذا نحن لا؟ وأضاف بنجامين أن جنوب السودان المستقل سيقيم علاقات مع كل دول العالم، وأن أي دولة تعترف به ستقيم معها علاقات. وإلى النكسة التي تعيشها إسرائيل الآن، حيث تلقت هزيمة مدوية من كرواتيا بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت بين الفريقين في تل أبيب أمس بتصفيات كأس الأمم الأوروبية ، وطالبت صحيفة إسرائيل اليوم ومن خلال محررها الرياضي أفيشاي بريم إلى ضرورة الفوز بالمباراة القادمة للمنتخب الإسرائيلي والتي ستجرى في اليونان يوم الثلاثاء وإلا فسيكون الثمن هو الخروج من التصفيات خالي الوفاض.