طرح دخول ثمانية من الصحفيين الإسرائيليين إلى القاهرة لمتابعة ما يجري من أحداث بها عددا من التساؤلات الهامة، أبرزها: كيف دخل هؤلاء الصحفيون إلى القاهرة؟.. وهل تم التنسيق بين المؤسسات التي يعمل بها هؤلاء الصحفيون وبين مصر؟. التقارير الصحفية الإسرائيلية الصادرة منذ بدء الأزمة في مصر اعترفت بأن جميع المؤسسات الرسمية المصرية رفضت تماما مجرد الرد على الطلبات الإسرائيلية المتعلقة بإمكانية إدخال أي صحفي إلى القاهرة، والأهم من كل هذا رفض منحهم أي تصريح للعمل في مصر بصورة عامة هذه الأيام، الأمر الذي دفع بالإسرائيليين إلى إخراج السلاح السري الذي يحظى به العشرات منهم وهو "الجنسية البديلة". يمتلك جميع الصحفيين الإسرائيليين الذين حضروا إلى القاهرة من أجل تغطية الأحداث جنسيات أوروبية أو أمريكية، وهو ما سهل لهم الدخول إلى ميدان التحرير، الذي بات مركزا للاضطرابات والمواجهات التي تشتعل بها الأحداث الآن في المشهد السياسي المصري. اللافت للنظر أن معظم الصحفيين الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية المزدوجة هم من الخبراء في الشئون العربية، وأبرزهم محرر الشئون العربية في صحيفة إسرائيل اليوم بوعاز بيسموت، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، الذي قام بعدد من الحوارات مع أكثر من رئيس وملك عربي أو إسلامي، منهم الرئيس السوري بشار الأسد والعقيد معمر القذافي وحتى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. بالإضافة إلى محرر الشئون العربية في صحيفة "هاآرتس" أنشيل بيففر وحتى عدد من الصحفيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ممن استغلوا جنسيتهم الأمريكية أو حتى الإفريقية للتسلل إلى مصر في ذروة الاضرابات التي تعيشها الآن. بالطبع يحمل هؤلاء الصحفيون وسائل متطورة ومتقدمة تؤهلهم للاتصال ب"تل أبيب" وإرسال التقارير الخاصة لها أولا بأول. المثير أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان أول من انتبه إلى هذه النقطة ومعه الرئيس السادات، وسنا قانونا خاصا لمنع دخول كل يهودي إلى مصر، إلا أن هذا القانون سقط عقب التوقيع على اتفاقية كامبد ديفيد للسلام عام 1979. عموما فإن هذا التسلل المريب للصحفيين الإسرائيليين يطرح بقوة ضرورة بلورة منظومة من أجل التصدي لهذا التسلل، الذي ينقل لإسرائيل أولا بأول ما يحدث في القاهرة.