رفض الدكتور عمرو الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية، ما يردده البعض أن الإرهاب انتشر في مصر بسبب دخول الجيش للسياسة، واصفًا إياه بالأكذوبة. وأضاف: "هذا خطأ لأن في البلاد التي لا علاقة لها بالسياسة يكون هناك إرهاب ويستهدف الجيش"، مستشهداً بما حدث قي تونس خلال الأيام الماضية من استهداف لحافلة تقل جنود جيش على الرغم من أن الجيش لا علاقة له بالسياسية هناك. جاء ذلك خلال ندوة عن "الإعلام في مواجهة التطرف" ضمن فعاليات مؤتمر "نحو إستراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" بمكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، والذي يقام بالتعاون مع وزارة الخارجية وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضاف الشوبكي أن أحد أهم أسباب انتشار الإرهاب هي الإستراتجية الأمريكية والتي قامت بالإعتماد على الحل الأمني والعنيف في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن الفشل الأمريكي في هذا الإطار أكد على أن الآلية الأمنية لا تستطيع بمفردها مواجهة هذا النوع من العنف أو العمليات الإرهابية. وواصل:"هناك إجماع لدى القوى السياسية والفكرية والحكومة أنه لا يمكن أن نواجه الإرهاب بالوسائل الأمنية فقط ولكن المشكلة الحقيقة أننا لم نبذل الجهد الكافي للمواجهة. وقسم الشوبكي التطرف إلى نوعان الأول وهو التطرف الفكري والسياسي والذي يقوم معتنقوه بالتحريض العنصري ضد طوائف بالدولة، أما الثاني فهو التطرف الديني، والذي يلجأ معتنقوه للعنف والإرهاب، مضيفاً:"وربما كان النوع الأول هو المغذي للنوع الثاني، ولفت إلى أن الشائك في الموضوع أن يكون هناك التباس في مواجهة الفئة الأولى . وأكد الشوبكي أن الوضع في مصر وتونس مختلف عن باقي البلدان العربية إلى حد ما، حيث يوجد بهما توافق من أغلب المجتمع على منظومة دستورية وقانونية، بالإضافة إلى وجود مؤسسات تلعب دور الحارس وتحافظ على الدولة الوطنية وأشار الشوبكي إلى أنه أيضاً لكي تنجح القوى السياسية في مواجهة الإرهاب لابد من أن يكون هناك أكثر من نقطة ومتغير يحافظ على هذا النجاح ومنها أن تكون هذه المواجهة موجهة للخارجين عن القانون وأن لا تمتد المواجهة الى تصفية حسابات سياسية، سواء كانوا منتمين للفئة الأولى أو الثانية والتي بالأخص هناك إجماع على مواجهتها.