خرج الآلاف من أهالى محافظة الأقصر صباح اليوم السبت للاحتفال بالمولد النبوي الشريف كعادتهم السنوية وسط "زفة" كبيرة تعرف باسم (الدورة) التي طافت بشوارع الأقصر سيارات النقل محملة بمكبرات الصوت والمنشدين مهللين بالمدائح النبوية. وانطلقت "الدورة" من أمام مسجد الشيخ عوض الله بالكرنك القديم، ثم توجهت إلى شارع الهيلتون فكورنيش النيل، مرورًا بساحة معبد الكرنك وحتى مسجد السيد يوسف الحجاجى، ثم مكتبة مبارك حتى طريق الكورنيش لتعود "الدورة"إلى المكان التي بدأت منه. الجدير بالذكر أنه مع إطلالة شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل أهالي الأقصر بذكرى مولد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" ويتخذ الاحتفال طيلة هذا الشهر المبارك أشكالا عديدة كإقامة السرادقات في الميادين والشوارع وإقامة مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم إضافة لازدهار عروض الفنون الشعبية. تقام على هامش الاحتفال بالمولد النبوي شعائر تبدأ بالوفاء بالنذور لدى "العتبات المقدسة" ويقصد بها أضرحة الأولياء، وتضم أيضا عقد الزواج حيث تنتشر في قرى الأقصر الطرق الصوفية وأضرحة الأولياء والعارفين فتخرج "دورة المولد" في صبيحة يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في صورة كرنفالات شعبية ينظمها رجال الطرق الصوفية ويتقدمها الخيالة وراكبو الإبل المزدانة بقطع القماش المزركشة يليها أتباع الطرق الصوفية حاملين الدفوف والسيوف يتبعهم أصحاب الحرف المختلفة فيطوفون أرجاء القرى ويصلون إلى المدن أحيانًا. ويبدأون من أمام أضرحة العارفين وينتهون عندها في حركة دائرية حول القرية, وفى الطريق تلقى عليهم النساء من شبابيك وشرفات المنازل الحلوى"وترش" عليهم الروائح العطرية وتصدح بالزغاريد والدعاء بأن تعود تلك المناسبة والجميع في خير وسلام. وكعادة أهل الأقصر في الاحتفالات بالمناسبات المختلفة للخروج من عوالم حياتهم الضيقة إلى عوالم أكثر بهجة ورحابة فتقام ولائم الطعام في الدواوين وينشد الفنانون الشعبيون الأشعار والابتهالات وتقام حلقات الذكر. وفى مناسبة المولد الشريف لابد من قيام كل أسرة بإرسال حلوى المولد والعشاء أي اللحوم والخضراوات لكل بناتها المتزوجات، وتتلقى كل فتاة مخطوبة حلوى المولد من خطيبها.