في مشهد كرنفالي كبير خرج الآلاف من أتباع الطرق الصوفية بمحافظة الأقصر الي الشوارع للاحتفال بختام المولد النبوي الشريف فيما يعرف باسم ''الدورة '' حيث يبدأون من أمام أضرحة العارفين وينتهون عندها في حركة دائرية حول القرى . ففي صبيحة يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول كل عام يخرج أهالي المحافظة في صورة كرنفالات شعبية ينظمها رجال الطرق الصوفية ويتقدمها الخيالة وراكبو الإبل المزدانة بقطع القماش المزركشة يليها أتباع الطرق الصوفية حاملين الدفوف والسيوف والعصي يتبعهم أصحاب الحرف المختلفة فيطوفون أرجاء القرى ويصلون إلى المدن أحيانا. ويلتزم أتباع هذه الطرق بالوفاء بالنذور لدى ''العتبات المقدسة'' ويقصد بها أضرحة الأولياء والتي غالبا ما تكون ذبائح حيث تنتشر في قرى الأقصر الطرق الصوفية وأضرحة الأولياء والعارفون. وفى الطريق تلقى عليهم النساء من شبابيك وشرفات المنازل الحلوى ''وترش'' عليهم الروائح العطرية وتصدح بالزغاريد والدعاء بأن تعود تلك المناسبة والجميع في خير وسلام. وكعادة أهل الأقصر في الاحتفالات بالمناسبات المختلفة للخروج من عوالم حياتهم الضيقة إلى عوالم أكثر بهجة ورحابة فتقام ولائم الطعام في الدواوين وينشد الفنانون الشعبيون الأشعار والابتهالات وتقام حلقات الذكر. ومن أكثر المناطق التزاما بهذه العادات في محافظة الأقصر منطقة الكرنك التي تشهد أكبر مسيرة '' الدورة '' التي تضم الآلاف من الأهالي يبدأون من أمام مسجد الشيخ عوض الله بالكرنك القديم ثم يتوجهون إلى شارع الهيلتون فكورنيش النيل مرورا بساحة معبد الكرنك وحتى مسجد السيد يوسف الحجاجى ثم مكتبة مبارك حتى طريق الكورنيش لتعود ''الدورة''إلى المكان التي بدأت منه.