طالب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته لوران جباجبو بتسليم السلطة على الفور إلى الرئيس المنتخب الحسن وتارا من أجل وضع حد لمعاناة الشعب الإيفواري معبرا عن الأسى إزاء خسارة الكثير من المدنيين الأبرياء أرواحهم. أدان المجلس في بيان وزعه عقب اجتماع عقده بمقر مفوضية الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا اليوم الثلاثاء انتهاكات حقوق الإنسان والإساءات الأخرى للمدنيين والتي تقع خلال الصراع العسكري.. مشددا على ضرورة حماية المدنيين وأن يتحمل كل الاطراف مسئولية احترام القانون الإنساني الدولي ومن بينها ضمان وصول وكالات الإغاثة الإنسانية إلى السكان المدنيين المحتاجين للمساعدة. شدد المجلس على ضرورة إجراء تحقيق مستقل في أعمال قتل المدنيين بمنطقة دوكيو، وحث بعثة "عمليات الأممالمتحدة في كوت ديفوار" على تطبيق تفويضها بكل همة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي المعنية لحماية المدنيين. وعبر المجلس عن الأسف العميق إزاء رفض جباجبو كل المبادرات التي طرحتها "لجنة الاتحاد الإفريقي العليا لحل الأزمة في كوت ديفوار"، بهدف إيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد. أكد المجلس عزمه العمل بتعاون وثيق مع كل الأطراف الإيفوارية المعنية والتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا (إيكواس) وبدعم من الأممالمتحدة والشركاء الآخرين من أجل إرساء السلام والتوصل إلى مصالحة حقيقية بين الشعب الإيفواري. طلب المجلس من رئيس المفوضية العمل بالتعاون مع مفوضية إيكواس وبدعم من الأممالمتحدة، لاتخاذ كل الخطوات اللازمة التي تمكن الاتحاد الإفريقي من مساعدة الأطراف الإيفوارية في تعزيز المصالحة الوطنية وتعميق الديمقراطية وإرساء السلام. كان مجلس السلم والأمن قد عقد اجتماعا في وقت سابق اليوم لبحث التطورات في كوت ديفوار ومتابعة تنفيذ اقتراح الحل السلمي الذي وافق عليه الاجتماع السابق للمجلس في 10 مارس الماضي بحضور ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس ومفوض الاتحاد لشئون السلم والأمن السفير رمضان العمامرة. يشار إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها لجنة الانتخابات المستقلة يوم 2 ديسمبر الماضي قد أظهرت فوز وتارا في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، لكن المجلس الدستوري في كوت ديفوار أعلن في اليوم التالي فوز جباجبو بعد أن طعن الأخير أمام المجلس في النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المستقلة. واعترف المجتمع الدولي بفوز وتارا، لكن جباجبو يرفض التخلي عن السلطة.