نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً لها اليوم حول الازمة السورية تحت عنوان " رأي الجارديان في الأزمة السورية: أن لم نتمكن من علاج المرض فليس اقل من تهدئة الأعراض". تقول الجريدة إن الشعب السوري يعاني بما فيه الكفاية بسبب ارتفاع معدل الوفيات جراء الحرب الأهلية الدائرة منذ سنوات والذي تخطى 200 ألف قتيل كما تم تهجير نحو نصف السكان من منازلهم سواء إلى أماكن آخرى داخل الأراضي السورية أو الى دول الجوار. وتوضح الجريدة أن أزمة آخرى تضاف إلى رصيد المعاناة السورية وهي ماأعلن عنه مؤخراً برنامج الغذاء العالمي من تعليق عمله بخصوص اللاجئين السوريين بسبب عدم كفاية الميزانية. وتؤكد الجريدة أن البرنامج الدولي بحاجة الى 60 مليون دولار على الأقل ليواصل عمله في توفير الطعام للاجئين السوريين الذين يقترب عددهم من مليونين في تركيا ولبنان والاردن ومصر خلال الشهر الجاري فقط. وتقول الجريدة إن المال المطلوب ليس متوفرا ولايبدو ان سيتوفر سريعا ربما بسبب الارهاق المالي الذي أصاب الدول المانحة خلال السنوات الماضية كما يتزامن ذلك مع الغارات الجوية لدول التحالف الأمريكي على مواقع تنظيم "داعش" وهي الغارات التى لا ينال النظام "الديكتاتوري السوري" منها أي أذى. وتضيف الجريدة أنه يبدو ايضا أن الأسد حقق نجاحا في تقديم نفسه ونظامه للغرب على أنه حليف مؤقت في مواجهة "التطرف الإسلامى الأصولي" وهو ما يعني أن الحديث الذي تتبناه واشنطن وبعض مسؤوليها مؤخراً عن فترة انتقالية سياسية في سوريا ليس الا مجرد شعارات فارغة. وتخلص الجريدة إلى أن العالم لم يتمكن حتى الآن من معالجة جذور المرض في سوريا ولايبدو ان هناك جهة قادرة على فعل ذلك لكن على الأقل فلتقم حكومات الدول الغنية وخاصة دول الخليج بتقديم المبلغ المطلوب فورا لبرنامج الغذاء العالمي لتقديم الطعام للاجئين السوريين "لأنه وببساطة يمكن أن يكون استقرار هذه الدول التى تستضيفهم على المحك".