فى معرضه "المراقب" المنعقد حاليًا بجاليرى مصر بالزمالك. يقدم الدكتور جمال مليكه "أبو الهول"، حارس بوابة الخلود مراقباً وشاهداً على الماضى ومستكشفاً للمستقبل. يركز مليكة، فى على وجه أبو الهول فى إطار إطار شموخ ذلك الكائن الملحمى صاحب البناء الصرحى. عازفاً على إيقاع خطوط مستقيمة وخشنة متصارعة مع خطوطه الجانبية ليبتكر إيقونة معاصرة معجونة بأسئلة الإنسان المعاصر، حسب تعليق الناقد التشكيلى أسامة عفيفى. مليكة فنان شامل، تنوعت إبداعاته ما بين التصوير والسينوغرافيا والنحت والتجهيز فى الفراغ. فيما وضعه بعض النقاد بين التجريد والتشخيص ولكن "مليكة" لا يقف بين المتناقضات بل يجمعها فى مزيج واحد. ويرى عفيفى أنه يرسم الواقع كما يراه فتشف أعماله من وراء تراكم الخامات والتقنيات والخبرات، عن واقعية لاضفاف لها كما يقول جارودى واقعية تختزل الواقع الذى يراه هو ولايراه الآخرون. وأشار عفيفى إلى ألاعيب "مليكة" المخادعة فى اللوحة لافتاً إلى أعماله تتحدث بخطوطها وألوانها وعجائنها وتكويناتها للمشاهد، أى أن هذه الأعمال بمفردات لغتها التشكيلية هى التى تخاطب البصر دون أى وسيط أو إسقاط. وأضاف عفيفي "استطاع الفنان بمعرضه "المراقب" العزف على تجليات أبو الهول، مستخدماً أبجدياته وخبرته فى تقديم عالم الوجود الجميل فى مواجهة العدم". أبو الهول نفسه هو حارس بوابة الخلود الواقف عند هذا الخط الوهمى بين عالمى الأحياء والراحلين. بين الوجود العينى المتوهج وثلجنة الفناء الماورائية الغامضة. وحاول مليكة أن يجيب عن العديد من الأسئلة والإشكاليات الإنسانية والفنية معاً. فأبو الهول كائن "ملغم" بالإيحاءات التى توارثتها الأجيال، فهو ذلك الكائن الغامض الذى لايتحدث، الشاهد على الماضى والحاضر وقبل ذلك هو "عمل فنى" ضخم وهنا تكمن الإشكالية للفنان وكيف يمكن له ان يبنى عمله الفنى على عمل آخر ويعيد إنتاجه فى لوحته.