أعلنت قيادات الدعوة السلفية، أن"الجبهة السلفية" الداعية لما يسمى ب"ثورة إسلامية" أو انتفاضة الشاب المسلم فى 28 نوفمبر الجارى، ترتدى ثوبا بوجهين ظاهره السلفية، وباطنه جماعة الاخوان المسلمين، وتتلاقى فى كثير من الأحيان مع الفكر القطبى. قال الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، إن الكيان المسمى ب"الجبهة السلفية" كيان حديث النشأة وموقفه من السلفية بصفة عامة ومن الدعوة السلفية بصفة خاصة شديد السلبية. أضاف الشحات فى بيان له مساء اليوم، أن الجبهة السلفية لا تقبل من السلفية إلا من كان "قطبى الهوى" كما يتضح من خلال الرموز الذين اتخذوهم مرجعيات، مقترحا عليهم وصفا هو أقرب إلى قلوبهم ولا يأتى عندهم إلا على سبيل المدح وهو وصف القطبية، وبالتالى فهذه هى "الجبهة القطبية". أشار الشحات إلى أن الجبهة جزء من التيار القطبى العام، وإذا كانت تزعم فى تعريف حركتها أنها جزء من التيار السلفى العام، فهذا تسويق لأنفسهم تحت مسمى السلفية. ذكر الشحات أن الجبهة وإن نفت عن نفسها الانتماء إلى القطبية بالمعنى الخاص فهى تنظر بعين الاحترام البالغ للتيار القطبى بالمعنى الخاص والذى عبر عنه فى كتاب "حد الإسلام" لعبد المجيد الشاذلى، لافتا إلى أن الجبهة السلفية باعتبارها كيانا سلفيا ثوريا، تتلاقى مع التيار الجهادى فى أكثر من مشترك، لكنها تختلف عنه فى أشياء. من جانبه، قال الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، ومسئول الدعوة بالصعيد، إن بعض الذين يخلطون بين الدعوة السلفية والجبهة السلفية مغرضون يعلمون الحقيقة تماما، والفرق الواسع بين الدعوة السلفية والجبهة، وما بينهما من بعد المشرقَين، ولكنهم يريدون تشويه أتباع المنهج السلفى الذى تمثله الدعوة السلفية على أرض الواقع. تابع: "التقيت بأحد الثلاثة الذين يشير إليهم الإعلام بأنهم قادة هذه الجبهة، ومنهم الذى يعتبر المسئول العلمى الأبرز فى هذه الجبهة، وذلك فى اجتماع الهيئة الشرعية على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى إبان مناقشة دستور 2012م، وهو الاجتماع الذى شكر فيه الشيخ محمد عبد المقصود وغيره، الدكتور ياسر برهامى على ما بذله من جهد فى نصرة الشريعة فى اللجنة التأسيسية، وعرفنى بنفسه وبانتمائه للجبهة وعرفته بنفسى دون انتمائى، لأنى وجدتها فرصة سانحة للتعرف على هذه الجبهة وقطع ما لدى من شكوك بيقين، وكشف الغموض الذى يكتنف هذه الجبهة على عادة المجموعات القطبية والسرورية، فحاورته حوار المتودد حتى لا يخفى عنى شيئا، أو حتى يطمع فى استقطابى، حيث كان هذا الوقت موسما لذلك فسألته عن مرجعية الجبهة الفكرية، فقال لى: الشيخ رفاعى سرور، فقلت له: إذًا فكركم فكر جماعة الجهاد فراح ينفى ذلك وأعلم أن رفاعى سرور- رحمه الله- قطبى الفكر والمنهج، بل كان يلقبه بعض مريديه بسيد قطب الثانى، سمعت ذلك منهم بنفسى فى السجن، ثم قلت له: ومن غيره، قال: الشيخ حازم أبو إسماعيل، وذكر لى أسماء أخرى كلها تقطع بأن هذه الجبهة ما هى إلا جبهة قطبية خارجة من رحم الإخوان. واستطرد قائلا: "أما من حيث المشروع الفكرى ومنظومة القضايا المنهجية التى توضح معالم السير فى طريق الإصلاح والتغيير فشتان شتان بين الدعوة السلفية وهذه الجبهة، فبينما تتبنى الدعوة السلفية مشروعا إصلاحيّا متكاملاً سلميا حكيما يسعى لاستئناف حياة إسلامية وفق تعاليم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة حررت معالمه فى بحوث رائعة مستقاة من الكتاب والسنة، وما سطره علماء الإسلام سلفًا وخلفًا، أما هذه الجبهة فلا يعرف عنها شيئا من ذلك، بل هى تمثل لغزا محيرا وغموضا على ما يبدو أنه متعمد لأنها لا تريد أن تفصح عن حقيقتها كما ذكرت، إن هذا دأب القطبيين والسروريين الذين يلبسون ثوب السلفية ظاهرا ويحملون منهج الإخوان باطنا.