وصف أتباعها ب «القطبيين» واتهم «الإخوان» بتأسيسها لاستقطاب السلفيين لمزاحمة حزب «النور» شن عادل نصر، المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، هجومًا لاذعًا على "الجبهة السلفية"، على خلفية دعوتها لما يسمى ب "الثورة الإسلامية" في 28نوفمبر الجاري، ل "فرض الهوية ورفض الهيمنة وإسقاط حكم العسكر"، بحسب بيان صادر عن الجبهة. وفي حين تعرف "الجبهة السلفية" نفسها على أنها رابطة تضم عدة رموز إسلامية وسلفية مستقلة؛ كما تضم عدة تكتلات دعوية من نفس الاتجاه ينتمون إلى محافظات مختلفة في مصر، قال نصر إن "الدعوة السلفية تقوم على المنهج السلفي المبارك بصفائه ونقائه، القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فلا تتمحور حول فكر شخص بعينه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم". ووصف المتحدث "الجبهة السلفية" بأنها "عبارة عن مجموعة قطبية تغالي في فكر سيد قطب وما يتضمنه من انحرافات فكرية خطيرة، لاسيما في مسائل الإيمان والكفر والتعامل مع المجتمعات الإسلامية على أنها مجتمعات جاهلية وغير ذلك من الطامات". وأشار إلى اختلاف المشروع الفكري، بين "الدعوة" و"الجبهة"، ففي حين نسب إلى الأولى تبنيها "مشروعًا إصلاحيًّا متكاملاً سلميًّا حكيمًا يسعى لاستئناف حياة إسلامية وفق تعاليم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة حررت معالمه في بحوث رائعة مستقاة من الكتاب والسنة"، قال إن "الجبهة لا يعرف عنها شيء من ذلك، بل هي تمثل لغزا محيرا وغموضا على ما يبدو أنه متعمد لأنها لا تريد أن تفصح عن حقيقتها كما ذكرت؛ إن هذا دأب القطبيين والسروريين الذين يلبسون ثوب السلفية ظاهرًا ويحملون منهج الإخوان باطنًا". كما تحدث عن أن "الدعوة كانت بدايتها كمجموعة دعوية تتبنى المنهج السلفي جملة وتفصيلًا؛ حيث تراه طريقًا وحيدًا لبعث الأمة من جديد في أوائل السبعينات في القرن الماضي – أي: بعد فشل المشروع القومي من ناحية – حيث مثلت هزيمة 1967م نهاية حقيقية له، ومن ناحية أخرى كان إخفاق جماعة الإخوان وفشلها في تقديم مشروع إسلامي ذي معالم سنية واضحة يعيد للأمة مجدها من جديد؛ حيث تجلى هذا بعد تجربة الخمسينات والستينات وما جلبه على الأمة من مفاسد، وما سببه للأجيال التالية من شقاء في ظل هذه الأجواء". في حين قال المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، إن "الجبهة السلفية" لا نعرف عن نشأتها شيئًا، ولم نسمع لها ذكرا، ولم نر لها أثرا علميا ولا غيره قبل ثورة يناير". واعتبر أن الجبهة "لا تمثلها إلا مجموعة قليلة في مناطق محدودة، وليس أدل على ذلك من عجزها عن أن تنشأ حزبًا سياسيًّا أرادت به أن تزاحم به "حزب النور" صاحب الوجود العريض والتأثير الواضح في المشهد (ولو كره المعاندون)". وفسر سر تسمية هذه الجبهة ب"السلفية"، بأنه "بعد أن ظهر انتشار الدعوة السلفية بعد يناير وتحولت إلى العمل المؤسسي، ودخلت حقل العمل السياسي أفزع ذلك للأسف جماعة الإخوان ومن دار في فلكهم؛ حيث يريد الإخوان الانفراد بالساحة والاستحواذ عليها، وإن وجدت دعوات أخرى، فلابد أن تظل صغيرة لا قدرة لها على المنافسة لتظل وقودًا عند الحاجة والضرورة، كما رأينا في أحداث رابعة والمنصة والحرس... وغيرها. حيث كان غالب من قتل من خارج الإخوان، ومن أبناء التيار السلفي العام". وتابع "ومن ثم فوجود الدعوة السلفية بعملها المنظم وفكرها المرشد، وقرارها المسدد يمثل عائقا كبيرا في طريق ذلك؛ فكان الهدف بعد يناير هو محاولة التفتيت والتشرذم والتشتيت، وكانت الوسيلة لهذا هو إنشاء كيانات ووسمها ب"السلفية"، وإن لم يكن لها وجود على الأرض لتزاحم "الدعوة السلفية" وتحاول استقطاب أبناء التيار السلفي العام، وإنشاء أحزاب ذات مرجعية سلفية وإن كانت كرتونية؛ لتزاحم "حزب النور" على الأرض". ومضى قائلاً: "بالطبع كان القطبيون والسروريون هم عمود هذه الخطة والأداة لتنفيذها، فرأينا "الجبهة السلفية" و"الهيئة الشرعية" و"الأصالة" و"الشعب" و"الإصلاح" و"الهدف"، وغير ذلك من الأسماء التي هي في الحقيقة على غير مسمى؛ كل هذا في محاولة لإيجاد بديل ل"الدعوة السلفية وحزب النور"، ولكن هيهات". واعتبر أن الهدف من دعوة "الجبهة السلفية" إلى "ثورة إسلامية، هو تشويه "السلفية" ووصفها بالعنف والإرهاب، وهي بريئة من ذلك براءة الشمس من اللمس، وتاريخها شاهد يمكن ذلك وتبرئة الإخوان من كل هذه الأوصاف، وهي أساس ذلك وقطب رحاه". وقال إن هؤلاء "لم يكفهم ما فعلوه بالتيار السلفي العام؛ حيث ألقوا به في الهاوية لما رأينا طيلة الأحداث السابقة، ويريدون الآن استكمال المشوار علّهم يظفرون ببعض البسطاء، فيقدمونهم قرابين".