تبدأ، غدًا الإثنين، أكبر محادثات مصرية-أمريكية، على مستوى التجارة والاستثمار، بمشاركة 160 مستثمرًا أمريكيًا، يمثلون أكبر 66 شركة أمريكية، وبحضور ديفيد ثورن كبير مستشاري وزير الخارجية الأمريكي. وتنظم اللقاء، الذى يعد الأضخم من نوعه، غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصرى - الأمريكى، بحضور ومشاركة وزراء التجارة والصناعة والاستثمار والتعاون الدولى والمالية والتخطيط والسياحة والكهرباء والبترول والإسكان والتموين ومحافظ البنك المركزى المصرى. ويضم الوفد كبرى الشركات العملاقة، فى مجالات الطاقة والبنية التحتية والصحة والخدمات الصحية والصناعة والنقل واللوجيستيات والأغذية والسلع الاستهلاكية والزراعة والسيارات والمكاتب الاستشارية والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والاستشارات القانونية والكهرباء والسياحة والنقل والتعليم والمنسوجات والطيران، بالإضافة إلى بنك التصدير والاستيراد الأمريكى. وقال أنيس إكليمندوس رئيس الغرفة الأمريكية بالقاهرة، إن زيارة وفد بهذا الحجم لمصر، خلال الوقت الحالى، يعد مؤشرًا جيدًا، ويعكس الثقة فى الاقتصاد المصرى. وأضاف رئيس الغرفة الأمريكية بالقاهرة: أننا قطعنا شوطًا كبيرًا فى عمليات الإصلاح، من الممكن عرضها على المستثمرين، خاصة تجربة مصر فى مجال إعادة هيكلة منظومة الدعم، والتى وصفتها المؤسسات الدولية ب"الجريئة". وأوضح إكليمندوس: أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة فى الاستثمار بمجال إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، خاصة تجربة الإنتاج من أسطح المنازل، والتى تعد مكلفة فى البداية، ثم تتحول بعد ذلك للربحية، وهذا يحتاج إلى قدرات تمويلية من جانب المؤسسات التنموية بالدولة، وهو ما قد تسهم فيه المؤسسات التى تشارك فى الوفد، إلى جانب المؤسسات الأخرى، ومنها بنك التعمير الأوروبى، والذى بحثنا معه فى الغرفة إمكان الدخول فى تلك المشروعات. وقال إكليمندوس، إنه سيتم عرض مشروع تنمية إقليم قناة السويس على المستثمرين، بوصفه مشروع مصر القومى، فضلا عن التعريف بأهمية الاستثمارات المتاحة فى تلك المنطقة المحورية المهمة بالنسبة لمصر وللتجارة العالمية. وأضاف عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصرى - الأمريكى، أنه يتم الإعداد لهذه الزيارة منذ فترة طويلة، إلا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدةالأمريكية عززت من ثقة المستثمرين الأمريكيين فى الاقتصاد المصرى. وأشار رئيس مجلس الأعمال المصرى - الأمريكى، إلى أن الرئيس السيسى اجتمع، خلال زيارته لأمريكا، بنحو 22 شركة كبرى، وعقب الزيارة، ارتفع عدد الشركات الأمريكية المشاركة فى الوفد إلى نحو 66 شركة، بعد أن شعرت بالطمأنينة والتغيير الحقيقي الإيجابى فى مصر. وأوضح مهنا، أن الوفد يضم شركات كثيرة تزور مصر لأول مرة، بهدف استكشاف فرص الاستثمار، بخلاف الزيارات السابقة، والتى كانت تقتصر على الشركات الأمريكية التى لها استثمارات فى مصر. وقال مهنا، إن زيارة الوفد فى الوقت تكتسب أهميتها من الإعداد لمؤتمر مصر الاقتصادى، فى فبراير المقبل، لأن هذه رسالة على جاذبية الاقتصاد المصرى للمستثمرين الأجانب، مشيرا إلى أن مؤتمر فبراير يؤكد أننا على الطريق الصحيح، وأن مصر ماضية فى عمل إصلاحات على جميع المستويات الاقتصادية، بدءًا من تعديل التشريعات وتهيئة مناخ الاستثمار، بما يحعلنا أكثر تنافسية على مستوى العالم. وأضاف مهنا: أننى تلقيت عددًا كبيرًا من المراسلات من جانب العديد من المستثمرين المصريين والعرب، لمعرفة المجالات التى يضمها الوفد، بهدف عقد لقاءات مشتركة، وبحث إمكان الدخول فى مشروعات مشتركة. وأوضح مهنا، أن مشاركة المؤسسات المالية الأمريكية تؤكد ثقة تلك المؤسسات فى مصر، وبالتالى تعطى هذه المؤسسات شهادة صلاحية للاقتصاد من شأنها تشجيع المستثمرين على اكتشاف الفرص الاستثمارية، وتؤكد أيضا نجاح مصر الاقتصادى. وأشار مهنا، إلى أن الوفد أيضا يضم شركات تعمل فى معالجة الفاقد فى تخزين الغلال، وهى مشكلة كبيرة جدًا تواجهنا فى مصر، حيث يصل الفاقد فى عمليات التخزين للغلال والحبوب ما بين 30 و40%، وكذلك بورصة شيكاغو، التى تسعى لتأسيس بورصة للسلع فى مصر، وهو ما يؤكد أن السوق المصرية واعدة جدًا. وأكد رئيس مجلس الأعمال المصرى - الأمريكى، حرص الشركات الأمريكية على الاستثمار فى مصر، حيث واجهت مشكلات لا حصر لها فى عهد الإخوان، ومع ذلك استمرت فى ضخ استثمارات جديدة فى مصر، خلال السنوات الثلاث الماضية، والتى شهدت ظروفًا غاية فى الصعوبة.