أكد الدكتور محمد الغمري مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، وعضو الوفد العلمي الذى يزور حاليًا منطقة " حلايب وشلاتين " ،أن الهدف من الزيارة هو تطويع الأبحاث العلمية، وتنفيذ أفكار ابتكارية جديدة، لتلبية احتياجات سكان تلك المنطقة في المجالات الحيوية المهمة، وهي المياه والغذاء والطاقة. وكشف الدكتور الغمري، أن الأكاديمية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، برئاسة الدكتور محمود صقر، تعمل على إيجاد حلول غير تقليدية لتنمية منطقة حلايب وشلاتين ، حيث سيتم تنفيذ مشروع لانتاج مياه الشرب من الهواء الجوي باستخدام الطاقة الشمسية، والذي قام مركز البحوث التطبيقية بالأكاديمية البحرية بتصميم وتصنيع نموذج تجريبي له ، وهو عبارة عن جهاز يعتمد في عمله على تكثيف بخار الماء المحمل في الهواء لتحويله إلى مياه نقية صالحة للشرب بعد التخلص من الشوائب وتعقيمها. وقال إن الجهاز يتميز برخص تكلفة تصنيعه وقدرته على توليد 30 لترًا مكعبًا أو مضاعفتها من الماء العذب يوميا،وهو ما يكفى لإمداد عشر أسر بمياه الشرب ، بالإضافة إلى عدم حاجته لأى مصدر مياه للحصول منها على مياه الشرب ،خاصة وان درجة الرطوبة فى حلايب وشلاتين تتراوح مابين 70 إلي 80 % ، إلى جانب أنه يساهم فى التخلص من الرطوبة الموجودة فى الهواء الجوى،والتى ترتفع نسبتها بدرجة عالية فى فصل الصيف مسببة زيادة الشعور بارتفاع درجة الحرارة والإحساس بالاختناق. وأضاف أنه خلال تلك الزيارة سيتم التعرف على أرض الواقع على دراسة التوزيع السكاني للمنطقة وتحديد أنسب الأماكن لتنفيذ هذا المشروع ، وإمكانية تزويدها بأكثر من جهاز أو بجهاز واحد له كثافة كبيرة، مشيرًا إلى أنه جارٍ حاليًا الاتفاق مع عدد من الشركات الصناعية الكبرى في مصر لتصميم ذلك الجهاز وفي القريب العاجل سيكون متاح في الأسواق ،خاصة وانه يتناسب مع جميع الأماكن الحضرية والنائية والعشوائيات، ويوفر استثمارات ومبالغ ضخمة تنفق سنويًا على بناء شبكات توزيع وإمداد مياه الشرب للمناطق التي تحتاجها . وأشار إلى أن هناك مشروعا آخر سيتم تنفيذه وهو عبارة عن منظومة لرفع مياه الآبار باستخدام الطاقة الشمسية بشكل منفصل بين الإنسان والحيوانات ،حيث لوحظ أنه يتم رفع المياه بطرق بدائية تساهم في انتشار الأمراض بين الإنسان والحيوانات إلى جانب أن تلك المنظومة تسمح بتبريد المياه التي سيستخدمها سكان المنطقة ، مشيرًا إلى أن هذا الجهاز تكلفته لا تتعدى 3 آلاف جنيه ولكن استخدام تلك الاجهزة يحتاج إلى ندوات للتوعية لكيفية استخدامها والحفاظ عليها. وأوضح الغمري أنه نتيجة لصعوبة توصيل شبكات الاتصال التليفوني في تلك المناطق الجبلية، سيتم توفير منظومة للاتصالات بالأقمار الصناعية، ما يسهل عملية التواصل بين السكان خاصة في حالات الطوارىء ، بالإضافة إلى إتاحة نظام التعليم عن البعد " الفيديو كونفرانس " باستخدام شبكة الإنترنت للاطفال وسيتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن .