أرجع سياسيون فشل التحالفات الانتخابية وتعثر تشكيل بعضها وتفكك البعض الآخر إلى ضعف الأحزاب فى الشارع المصرى وصراعها على المقاعد البرلمانية دون امكانات حقيقية وتضارب البرامج والايدلوجيات، إضافة إلى قانون الحالى الذى تعتبره الأحزاب شهادة وفاة لها فى الشارع. النظام الفردى سيؤدى الى تدفق الاموال بكثافة وسيكون هناك كوارث، وتوقعوا وجود بعض اعضاء الحزب الوطنى المنحل مرة اخرى فى البرلمان المقبل، وبالاضافة الى تسلل بعض الفاسدين لدخول البرلمان، وأكدوا أنه سيترتب على فشل التحالفات وعدم الاتفاق منح الفرصة لتيارات الإسلام السياسى للحصول على أكبر عدد من مقاعد بالبرلمان المقبل، ووصفوا ما يحدث من عدم توافق التحالفات بالفوضى وليست الديمقراطية، واعربوا عن اسفهم ان من سيدفع الثمن هو الوطن وهو الخاسر، لذلك طالبوا بأن تدرك الأحزاب والقوى السياسية خطورة الموقف من أجل الحفاظ على الوطن وأن تصل هذه الأحزاب إلى حل واتفاق. الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أكد أن السبب فى فشل التحالفات الانتخابية بين الأحزاب والقوى المدنية، يرجع إلى قانون الانتخابات الذى وضعته الدولة وهو قانون غير مسبوق ومخالف لكل الشروط، موضحا إذا كان القانون عاديا وطبيعيا ما وصلت الأحزاب والقوى السياسية، إلى ما وصلت إليه الآن، وأن عدم التوافق نابع من أن القانون الذى وضع صعب تنفيذه. وأشار أبو الغار إلى ان فشل التحالفات لا يعنى فوز الإسلاميين بمقاعد كثيرة فى البرلمان المقبل، مؤكدا أنه أمر حدوثه صعب. ومن جانبه، قال رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إنه حتى الآن لا يمكن القول إن التحالفات فشلت، موضحا أنه مازال هناك تعثر وعدم توافق وكله يدور حول قضية القوائم فهناك مقعد خاص بالقوائم، فى حين أن هناك مقعدا لم يهتم بها أحد. وأوضح السعيد أن المشكلة الحقيقة فيما وصلت إليه التحالفات يرجع إلى الأنظمة فى القوائم التى تهتم بها الكثير من الناس والأحزاب. وأشار إلى أن أنظمة الفردى فيها مشكلات أخطر من القوائم، حيث تتدفق الأموال بلا حدود، ومن الطبيعى أن من سينفق أكثر سيكسب المقعد، واحتمال أن يحدث دفع مبالغ من المرشح للناخب مقابل حصوله على صوته لضمان حصوله على المقعد دون عناء أو مشقة، وفى هذه الحالة سنجد البرلمان شوكة فى خاصرة الوطن والرئيس. وطالب السعيد بأن تدرك الأحزاب والقوى السياسية خطورة الموقف، وأن انتخابات البرلمان لابد أن يكون بها كوادر تستحق المقاعد وإلا سيكون الوطن هو الخاسر، وطالب أيضا الدولة بأن تستيقظ وتفتح أعينها بالنسبة للنظام الفردى والعمل به لأن نتائجه المتوقعة ستؤدى إلى كوارث لا يمكن علاجها. وأكد السعيد أنه طالما لا يوجد توافق بين التحالفات ومازال هناك تمزق وفرقة، فهذا سيؤدى إلى حصول الإسلاميين على أغلبية مقاعد البرلمان المقبل. وأشار علاء عبد المنعم، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إلى أن أكبر عامل من عوامل الفشل أن هناك الكثير من الكيانات السياسية تشعر بتضخم الذات، ولا تعى مقدار قوتها الحقيقية على الأرض فى الشارع المصري، موضحا أن هذه الأحزاب ليس لديها أى استعداد لتقديم أى تنازلات، موضحا أنه ليس هناك وعى انتخابى عند هذه التحالفات. وأشار عبد المنعم إلى أن الانتخابات عملية متكاملة تحتاج إلى عناصر بشرية على الأرض، وتحتاج إلى تمويل والى توعية سياسية، موضحا أن معظم هذه التحالفات تفتقد لهذه العناصر. وطالب بضرورة وجود هذه العناصر فى العملية الانتخابية لاتمام نجاحها. وأعرب عبد المنعم عن أسفه من وجود أحزاب وحركات وجمعيات لديهم اعتقاد خاطئ أنه بمجرد ظهورهم على شاشة التليفزيون أو لشهرتهم فهذا سيضمن لهم النجاح والفوز بالمقاعد، موضحا أن الانتخابات شيء والشهرة شيء آخر. وأضاف أنه من الطبيعى لعدم إدراك هذه المعطيات جميعها يجعل مسألة توافق التحالفات أمرا صعبا، ومن ناحية أخرى هناك تحالفات تحاول ضم ايدلوجيات متناقضة وغير متوافقة، لذلك لابد أن تتفق الأحزاب الأقرب لبعض. وعرب عن تعجبه من ضم أحزاب أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مؤكدا أن هذا سيتسبب فى فشلها واستحالة توافقها. وقال إن القوائم تمثل نسبة 28% من مجموع مقاعد مجلس النواب، وفوق ال 78% مقاعد فردية ومستحيل حدوث تحالف بها. وتوقع ظهور بعض اعضاء الحزب الوطنى السابق فى الانتخابات، والخطورة تكمن هنا فى تسلل عناصر فاسدة إلى البرلمان القادم. ومن جانبه، أعرب الدكتور عبد العزيز حجازى عن دهشته من وجود أكثر من 86 حزبا، وليس لها أى تأثير فى الشارع المصرى ولا معنى لوجودها، موضحا أنه لا يمكن أن يكون فى أى دولة ديمقراطية هذا العدد من الأحزاب، مؤكدا أن الدول الديمقراطية يوجد بها حزب يمين ويسار ووسط وخضر. وأشار إلى أن كل الاحزاب الموجودة تريد الزعامة فقط وليس لديها أى برنامج للإصلاح، فهى تريد الزعامة والحصول على مقاعد البرلمان فقط، ومن الطبيعى ألا يكون هناك توافق بين هذه الاحزاب، وطالب حجازى باختصار هذه الاحزاب. وقال إنه ليس هناك اتفاق بين الاحزاب الدينية، والاحزاب الليبرالية، ووصف ما يحدث الآن بالفوضى وليست ديمقراطية.