أكد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، أن الظروف الصعبة التى تعرضت لها البلاد داخليًا، جعلتها على مشارف حرب أهلية نتيجة لحالة الاستقطاب التى كانت موجودة حتى داخل البيت الواحد. وقال مخيون، فى تصريحات صحفية له اليوم الإثنين، إن مصر تحيط بها كثير من التحديات الصعبة وأن ما يحدث فى اليمن والعراق وسوريا وليبيا بلا شك له تداعيات خطيرة على الشأن المصرى، مؤكدا أننا ابتغينا فى مشاركتنا بخارطة الطريق، الحفاظ على مصر من الدخول فى سيناريو الفوضى وتقسيم البلاد وانهيار الجيش المصرى آخر الجيوش بالمنطقة، ولم يكن قرارنا عن رغبة فى منصب أو أى مكاسب دنيوية. وأوضح مخيون، أن الحزب منذ تأسيسه يراعى الشورى والمؤسسية فى اتخاذ القرار، ويراعى فى قراراته الضوابط الشرعية ثم مصلحة مصر، مشيرا إلى أنه أحيانا تأتى هذه القرارات صادمة لبعض المتحمسين، ويتبين بعد فترة للجميع صوابها وصحتها، وليس هذا إلا بتوفيق الله عز وجل وبركة الشورى، ممثلا بقرار الحزب بعدم الدفع بمرشح إسلامى، وهو ما تم نصح الإخوان به لئلا يتحمل التيار الإسلامى تبعة الفشل المتوقع لهذا الرئيس، وخصوصًا بعد نشوب ثورة ووجود سقف مطالب شعبية مرتفع. وأضاف مخيون، أن الإخوان رفضوا نصيحة حزب النور بعدم الترشح للرئاسة أو قبول المبادرة التى طرحناها بعمل تعديل وزارى وانتخابات رئاسية مبكرة، موضحًا أن هذا ما أوصل الحال لما نحن فيه الآن، مشيرًا إلى أن الجماعة بدلًا من الأخذ بنصيحتنا رمتنا بالخيانة والنفاق. وأشار مخيون، إلى أن ما وصفه ب"الإدارة السيئة" للإخوان على مر التاريخ، ضيعت فرصًا عظيمة لجماعتهم وللدعوة، لافتا إلى أنه عقب قيام ثورة 1952 تم حل جميع الأحزاب السياسية عدا جماعة الإخوان، وكان أعضاء مكتب الإرشاد يحضرون اجتماعات مجلس قيادة الثورة ويشاركون معهم فى اتخاذ القرارات، ولكن نتيجة لرغبة قيادات الجماعة فى التحكم بمجلس قيادة الثورة، وعدم صدور قرار إلا بموافقة الإخوان، وقع صدام مع السلطة آنذاك، مما دفع عبد الناصر إلى التضييق على الدعوة ككل، وأدخل الجماعة فى محنة عظيمة استمرت لسنوات تأخرت الدعوة الإسلامية فيها عقودًا طويلة. وتابع: "لولا وجود حزب النور فى مشهد 30 يونيو، لتغير الحال تماما، ولصعب الحال تماما على كل ملتح وكل منتقبة بل على كل متدين، موضحا أن فشل الإخوان وضع كل المتدينين وقتها فى عداوة مع عامة الشعب المصرى، والذين كانوا من المفترض أن يكونوا بيئة دعوية صالحة". واستطرد: "إننا ما دخلنا السياسة إلا نصرة للشرع ثم لمصلحة مصر، وقد تحقق من ممارستنا للسياسة كثير من المصالح منها ما حدث فى الدستور، والذى كان يراد له أن يكون دستورًا علمانيًا محضًا، التى أوقفها حزب النور مثل رفضنا أن يتولى البرادعى رئاسة الوزراء". وتابع :" أوقف حزب النور هذا الأمر بعد أن كان الدكتور البرادعى قد أُختير بالفعل لأداء اليمين، مشيرا إلى ما حدث فى اليمن أن بعض الإخوة السلفيين من طلبة العلم هناك، بعد ثورة اليمن اعتزلوا الأمر تمامًا، وقالوا سنتفرغ للعلم ونعتزل السياسة، فما كان منهم بعد ذلك إلا أن تسلط عليهم كل الطوائف من شيعة وشيوعيين وقوميين، وأصبحوا مطاردين مشردين فى أنحاء اليمن ليس لهم شوكة ولايؤبه لهم، وهم من ينصحوننا الآن بألا نترك السياسة وبألا نغيب عن المشهد ونقع فيما وقعوا فيه من خطأ" .