أكدت مصادر من لجنة تقدير خسائر حريق مسجد العمري الأثري، اليوم الخميس، بقرية "هو" بنجع حمادي، والتى شكلتها محافظة قنا، أن المسجد احترق بالكامل، ولم يبق منه غير الجدران والأروقة، مؤكدًة أن سبب الحريق هو انخفاض التيار الكهربائي، الذي تسبب في حدوث ماس بمراوح السقف، قبل انقطاعه بالكامل. ويعتبر المسجد العمري من أقدم المساجد الأثرية في مصر والعالم العربي، والذي ذكره ابن بطوطة بأنه جامعة تخرج منها العلماء، حيث يرجع بعض المؤرخين بناءه إلى الفتح الإسلامي لمصر، في القرية التي كان يطلق عليها "هو"، والتي تعني بالفرعونية "طيبة الصغري". والمسجد، الذي يجزم المؤرخون أن بناءه الأصلي كان سنة 1400 سنة، هو تحفة معمارية لا مثيل لها، ويتميز بطراز معمارى فريد، ويقع هذا المسجد بمنطقة السوق، وعلى مقربة من نهر النيل، على ربوة مرتفعة من التراب، تصعد إليه على سلم من خمس وعشرين درجة، ومازال محتفظًا بطابعه الذي بني عليه، بعد إلحاق بعض الترميمات به. وأكد أثريون، أن المسجد الحالي حل محل جامعة كانت تحتل البقعةنفسها، وأطلق علية "جامع السقطى"، وهذا المسجد اندثر مع طوفان النيل، ولم يبق منه سوى المئذنة، إلا أنهم يؤكدون أيضًا أنه لم يتم تحديد تاريخ واضح لإنشاء المسجد، فالبعض يعتقد أنه تم بناؤه بعد الفتح الإسلامى لمصر، وأن اسمه مرتبط بعمرو بن العاص، والبعض الآخر استبعد هذا الرأي. وطالب بركات الضمراني الناشط الحقوقي بقنا، بسرعة التحقيق، وكشف ملابسات حادث حريق المسجد، وتقديم المسؤلين للمحاكمة - متسائلًا: عن كيفية احتراق المسجد بصورة كاملة فى ظل وجود نحو 10 عمال تابعين لهيئة الآثار، و6 عاملين بالأوقاف. وأكد مصدر بهيئة الآثار، أن أخر تجديد وترميم للمسجد العمرى في العصور القديمة كان في العصرين الفاطمي والعثماني، مضيفًا أن وزارة الأوقاف هي المسئولة عن المسجد، وترميماته، وليست وزارة الآثار. وأضاف محمود حجاج - باحث أثري، أن حريق المسجد خسارة حقيقية للعمائر الإسلامية والعربية في محافظة قنا، لافتًا إلى أن المسجد كان يزخر بمنبر أثري وزخارف خشبية لا تعوض، مطالبًا بتدخل المسئولين لإعادة المسجد لحالته الأصلية قبل الحريق. يُذكر أن عبدالحميد الهجان محافظ قنا، قد شكل لجنة من الآثار والوحدة المحلية، للوقوف على ملابسات الحريق. وأكد الهجان، أن المحافظة ستقوم بالتوسع في الطاقة الشمسية، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في حريق المسجد العمري هو قيام الأهالي بترك مراوح السقف تعمل، مما جعلها عرضة لماس كهربائي، بعد انخفاض التيار الكهربائي فجأة، قبل انقطاعه لمدة 6 ساعات متصلة.