تظل الغالبية العظمى من الباعة الجائلين بوسط العاصمة، رافضة الانتقال لجراج الترجمان، مع بدء الأسبوع الثانى على إخلائهم، وبقائهم عاطلين. ويرفض أيضًا هؤلاء، ما أعلنه محافظ القاهرة عن بدء تشغيل اليوم السبت، ستة خطوط ميكروباص بإجمالى 40 سيارة، تربط الترجمان بمواقف أحمد حلمى وعبدالمنعم رياض والعباسية ورمسيس ومنشأة ناصر والسلام، بالإضافة لموقف السيدة عائشة. يرى رمضان سعد، بائع متجول بشارع قصر النيل لأكثر من 30 عامًا، أن هذه المسكنات لن ترضى الباعة، كما أن الخطوط التى سيتم تشغيلها، لن تتمكن من دخول الجراج لضيق المساحة هناك، مما يزيد العبء على البائع ورواده من المواطنين. وأكد سعد ل"بوابة الأهرام"، أن نقيبهم أحمد حسين، لم يعد قادرًا على التفاوض وحل مشاكلهم، خاصة بعد أن تم الاعتداء عليه، مؤخرًا فى الاجتماع الأخير مع رئيس الوزاراء ومحافظ القاهرة. وأعلن سعد رفضهم التام لما أسماه "لعبة" الحكومة مع الباعة الجائلين، موضحًا أن من قابلهم رئيس الوزاراء ومحافظ القاهرة الأسبوع الماضى، لا يمثلونهم، بل هم "حفنة من البلطجية" يتحدثون باسم الباعة الجائلين، حيث إن الباعة الحقيقيين– وهؤلاء هم من حافظوا على مظهر وسط العاصمة ببقائهم بشوارعها الجانبية غير ضارين بالمرور وحركة المواطنين- طوال الأعوام التى سبقت ثورتى يناير ويونيه، رفضوا استلام أماكنهم بجراج الترجمان، وظل معظمهم يفضل البقاء عاطلاً، على أن يتم خنقه فى جراج الترجمان. نفس الرأى تبناه حمادة سيد، بائع متجول بشارع قصر النيل، لافتًا إلى أن محافظ القاهرة لا يريد أن يفشل أمام الرأى العام بشأن هذه الأزمة، ويرفض أى اقتراحات للباعة، فإما جراج الترجمان أو القضاء علينا. ويرفض قاسم سعد، بائع متجول بمنطقة رمسيس، الحملة الإعلامية التى تشوههم، قائلاً "لسنا بلطجية"، لافتًا إلى أن بعض البرامج تصر يوميًا على إطلاق هذاالوصف عليهم، مؤكدًاأنهم استسلموا لقرار الإخلاء الأسبوع الماضى، دون مواجهات مع قوات الأمن، وفضلوا ترك بضائعهم بالمخازن والبقاء بلا عمل طوال الأسبوع. وأضاف قاسم، لسنا مسئولين عن الباعة الذين احتلوا الشوارع والميادين الرئيسية، خلال السنوات الثلاث الماضية، فالتقصير والانفلات الأمنى هما السبب الرئيسى فى ذلك، أما نحن فكنا ملتزمين بأماكنا بالشوارع والحارات الجانبية بوسط القاهرة، وكنا نسدد ما علينا من التزامات لرسوم النظافة والمرافق للحى. أما هانى محمد، أحد الباعة الجائلين بشارع شريف، فقد ناشد رئيس الجمهورية، بطلب مقابلتهم لحل تلك الأزمة التى ستضر بأرزاق الآلاف منهم. وأوضح، أن كثيرًا ممن استلموا أماكنهم بجراج الترجمان هم من أصحاب الأكشاك والمحلات الموجودة بوسط العاصمة، وتحديدًا بشارع معروف، وهؤلاء ليسوا منا، ورغم ذلك يتفاوضون مع محافظ القاهرة والمسئولين بالنيابة عنا، وهو ما حاولنا توضيحه فى وسائل الإعلام المرئية، ولكنه لا يذاع. من جانب أخر، أكد أحمد على، أحد الباعة الذين تسلموا "باكية" بجراج الترجمان، ل"بوابة الأهرام"، أنه حتى أمس الجمعة لم يبع شيئًا، ولم تتردد زبائن أيضًا عليه، مطالبًا بإعادة النظر فى مقترح الباعة الجائلين بعودة منحهم أماكن بالشوارع الجانبية كما كانوا فى السابق، وإعادة باعة "وكالة البلح" لأماكنهم التى كانوا فيها بحى بولاق أبو العلا قبل ثورتى يناير، ويونيه، خاصة وأن هؤلاء هم من افتعلوا الأزمة، حيث خرجوا من أماكنهم، وزحفوا لميدان الإسعاف والشوارع الرئيسية، وسط غياب رقابة أجهزة أحياء محافظة القاهرة وقوات الأمن.