دعت جامعة الدول العربية، مجددًا، إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، وتعنت الحكومة الإسرائيلية، الذي أدى لإفشال مفاوضات القاهرة، من أجل وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة. وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لدى الجامعة لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن الحكومة الإسرائيلية هي المسئولة عن إفشال مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لوقف إطلاق النار على غزة، حيث ظهر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر منقسمًا على نفسه، من خلال تأييد غالبية أعضائه اجتياح غزة، واستمرار الانتهاكات على القدس والمسجد الأقصى، وطرد الفلسطينيين، وتكثيف الاستيطان، مما أدى إلى فشل جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال فترة الهدنة الثالثة. وأضاف صبيح، في تصريحاته للصحفيين اليوم: لا أعتقد أن درجة التفاؤل في الجامعة، أو على مستوى العالم، كانت ترى أن إسرائيل تسير في طريق السلام، مشيرًا إلى أن نحو 75 بالمائة من هذه الحكومة الإسرائيلية ضد حل الدولتين، مؤكدًا أن هدف الجامعة العربية الأساسي يتمثل فى العمل على إنهاء الاحتلال، مشيرًا إلى أن المفاوضات غير المباشرة في القاهرة كانت شاقة، وبذلت مصر خلالها جهدًا كبيرًا. وقد قدم الوفد الفلسطيني الموحد عددًا من الإيجابيات، لكن في المقابل، كانت إسرائيل منقسمة على نفسها في المجلس الوزاري المصغر، فهناك من يريد إعادة احتلال غزة، وهناك من يريد طرد الفلسطينيين، وهناك من يريد انتهاك حرمات المسجد الأقصى وتغيير المعالم به، وبناء "كنيس"،أي أن هذا العدوان بحاجة إلى حرب، وليس بحاجة إلى سلام. ولفت صبيح، إلى أنه على الرغم من استمرار الدعمين العربي والدولي للمفاوض الفلسطيني، لكن -للأسف- فإن إرادة السلام غائبة عن الجانب الإسرائيلي. وحول كيفية استثمار زيارة الوفد الوزاري العربي إلى سويسرا، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، قال "صبيح": إن توفير الحماية حدث في الأممالمتحدة مرات كثيرة، وهناك مكاتب للأمم المتحدة ومراقبي هدنة منذ 1949 في مدينة القدس، وكذلك لوكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، موجودة أيضا في القدس. وأشار إلى أن هناك أشكالا عدة للحماية، ولابد للشعب الفلسطيني أن تتوافر له هذه الحماية، في ظل تلك المجازر الإسرائيلية المتواصلة، وسياسة العقاب الجماعي، من خلال قطع المياه والكهرباء، وجرائم حقوق الإنسان، وجرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين، وقصف المخيمات ومواقع الأممالمتحدة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في غزة دون رادع . وعبر صبيح عن أسفه لعدم وجود من يردع هذا الكيان المحتل - قائلا: "للأسف من يفترض أن يردع إسرائيل يعتبر جرائمها دفاعًا عن النفس". وشدد صبيح، على أن ما يحدث في غزة والأراضي الفلسطينيةالمحتلة هو عدوان صارخ، يحتاج إلى وقفة، وإعادة حسابات من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، باعتباره مسئولًا عن حفظ السلم والأمن الدوليين.