أنا لا أُحبُّكَ يا موتُ.. لكنّني لا أخافُكْ وأدركُ أنَّ سريرَكَ جسمي.. وروحي لحافُكْ وأدركُ أنّي تضيقُ عليَّ ضفافُكْ أنا.. لا أُحبُّكَ يا موتُ.. لكنني لا أخافُكْ! كانت تلك الكلمات المنثورة آخر ما كُتب على صفحة الشاعر سميح القاسم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قبل رحيله بساعات. وتجرى غدًا الخميس مراسم جنازة الراحل في بلدة الرامة، حيث يصل الجثمان إلى بيت الشعب في العاشرة صباحًا، وتنطلق مسيرة من بيت الشعب إلى الملعب البلدي حيث يُسجى الجثمان، وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وفي الثالثة تبدأ المراسم الرسمية بالصلاة على روح الفقيد، يعقبها كلمات تأبينية قصيرة. ويُعد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط إسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد القاسم لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. وقد صدَرتْ في العربي وفي العالم عدّة كُتب ودراسات نقدية، تناولَت أعمال الشاعر وسيرته الأدبية وإنجازاته وإضافاته الخاصة والمتميّزة، شكلاً ومضموناً، ليصبح كما ترى الشاعرة والباحثة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، الشاعر الوحيد الذي تظهر في أعماله ملامح ما بعد الحداثة في الشِّعر العربي. وهو كما يرى الكاتب سهيل كيوان "هوميروس من الصحراء" وهو كما كتبت الشاعرة والباحثة الدكتورة رقية زيدان "قيثارة فلسطين" و"متنبي فلسطين". وسميح القاسم في رأي الشاعر والناقد الدكتور المتوكل طه هو "شاعر العرب الأكبر" ويرى الكاتب محمد علي طه أن سميح القاسم هو "شاعر العروبة بلا منازع وبلا نقاش وبلا جدل". ويرى الكاتب لطفي بولعابة أن سميح القاسم هو "الشاعر القديس" وبرأي الكاتب عبد المجيد دقنيش أن سميح القاسم هو "سيّد الأبجدية". ويرى الكاتب والناقد الدكتور نبيه القاسم أن سميح القاسم هو "الشاعر المبدع، المتجدّد دائماً والمتطوّر أبداً"، وبرأي الكاتب الطيّب شلبي فإن سميح القاسم هو "الرجل المتفوّق في قوة مخيلته والتي يصعب أن نجد مثلها لدى شعراء آخرين". واعتبرت الشاعرة والكاتبة آمال موسى سميح القاسم "مغني الربابة وشاعر الشمس، ويمتلك هذه العمارة وهذه القوة التي تسمح له بأن يكون البطل الدائم في عالمه الشعري".