أبلغ سعد الحريري، زعيم تيار "المستقبل" ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، اليوم الجمعة، رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، بقرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تلبية الحاجات الملحة للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. وقال مصدر رسمي لبناني، إن سلام قد استقبل الحريري في السرايا الكبير، في بيروت، بعد عودة الأخير إليها صباح اليوم ، وتبلغ منه "قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديم مليار دولار إلى لبنان مخصصة لتلبية الحاجات الملحة للجيش وجميع القوى والأجهزة الأمنية اللبنانية". وتابع المصدر: أن سلام والحريري بحثا في الاجتماع "الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأمنية الأخيرة التي وقعت في بلدة عرسال ومحيطها". كما تباحثا - بحسب المصدر - بشان آلية صرف هذه الهبة، التي وضعها خادم الحرمين الشريفين في عهدة رئيس (الوزراء الأسبق) الحريري، واتفقا على استكمال البحث في الإجراءات التنفيذية ضمن الأطر القانونية اللازمة. وكان الحريري قد عاد إلى بيروت فجر اليوم الجمعة، في خطوة مفاجئة بعد غياب استمر ثلاث سنوات، قادمًا من جدة بالمملكة العربية السعودية. وقال الحريري - في دردشة مع الصحافيين بعد لقائه سلام: إن "عودتي إلى لبنان جاءت بعد الهبة السعودية للجيش التي سنعالج كيفية تنفيذها". وعن الضمانات لأمنه الشخصي، قال: "إن شاء الله خير والله يحفظ الجميع". ولم يجب عن سؤال عن المدة التي ستستغرقها زيارته لبنان. وكان الحريري، أبرز زعيم سني في لبنان، قد غادر البلاد في عام 2011، عندما أطاح تحالف برئاسة حركة "حزب الله" الشيعية الموالية لسوريا بحكومته. وتأتي عودته في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية المرتبطة بالحرب في سوريا المجاورة، حيث أرسلت "حزب الله" ميليشيات للقتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وكان الجيش اللبناني قد استعاد هذا الأسبوع السيطرة على أحد الحدود من أيدي متطرفين سنة دخلوا من سوريا، مما ينهي أياما من الاشتباكات الدامية. وذكرت تقارير إعلامية، أن بقاء الحريري فترة طويلة خارج لبنان مرتبط بتلقيه تهديدات بالقتل. وكان محمد شطح، أحد مستشاري الحريري المقربين وأحد وزرائه السابقين، قد قتل في ديسمبر الماضي في هجوم بسيارة ملغومة على بعد بضعة كيلومترات من مسكن الحريري في وسط بيروت، وحمل الحريري سوريا مسئولية اغتيال شطح. وكان الحريري، وهو نجل رئيس الوزراء الراحل الأسبق رفيق الحريري، يقيم في فرنسا والسعودية.