أبرزت الصحف السعودية افتتاح الرئيس السيسي أمس لقناة السويس الجديدة وتأكيده أن هناك قرارات لا بد من اتخاذها للخروج من دائرة الفقر التي تعاني منها مصر، وأن مشروع تنمية محور قناة السويس سينتهي خلال عام. وتحت عنوان "السيسي يطلق مشروعاً لحفر قناة سويس جديدة بطول 72 كيلومتراً" أشارت صحيفة "الرياض" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق مشروعا لحفر قناة سويس جديدة موازية للقناة الحالية، وذلك بتكلفة أربعة مليارات دولار. وتبدأ مصر في تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس، ذلك المشروع العملاق الذي سيساهم في توفير مليون فرصة عمل عند اكتمال مراحله الأولى، محدثا نقلة نوعية حقيقية في الاقتصاد المصري، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد أن يدر إيرادات تصل إلى 100 مليار دولار سنويا عند اكتماله. وقالت الصحيفة إن هذا المشروع يٌعد واحداً من أهم المشروعات المرتبطة بالأمن القومي التي ستساهم في حل الأزمات التي تعاني منها مصر حالياً إلى جانب دوره في إعادة التوزيع العمراني والجغرافي للسكان من خلال مشروعات عمرانية متكاملة تستهدف استصلاح وزراعة نحو 4 ملايين فدان. فيما أشار تقرير ثان إلى أن البورصة المصرية تخطت حاجز 9 آلاف نقطة بختام تعاملات أمس الاول وذلك لأول مرة منذ 6 سنوات، على خلفية تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، ومدعومة بمشتريات أجنبية كثيفة. وتحت عنوان "السيسي يدشن قناة السويس الجديدة" أشارت صحيفة "عكاظ" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد أن الاكتتاب في مشروع تنمية قناة السويس للمصريين فقط. أما مشاريع الاستثمار ستكون وفقا للقوانين، مطالبا المسؤولين والقائمين على تنفيذ مشروع حفر قناة السويس الجديد بسرعة العمل في تنفيذه. وأقسم السيسي خلال تدشينه مشروع محور قناة السويس في الإسماعيلية، قائلا: «والله العظيم احنا مستعدين نبيع نفسنا علشان خاطر مصر»، مشددا على ضرورة دعم الاقتصاد الوطني، بالتبرع لصندوق «تحيا مصر»، والذي يحتاج ل100 مليار جنيه. كما شدد على أنه لن تقوم مصر إلا بأبنائها، مشيرا إلى أن هناك من يعمل على تدمير المنطقة العربية، وهو أمر مقلق، «لكن محدش هيقدر أبدا يغلب شعب». وأشارت صحيفة "الشرق" إلى قول رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش إن القناة الجديدة ستكون بطول 72 كيلومتراً، وستتكلف أربعة مليارات دولار وتأتي في إطار مشروع للتنمية في منطقة القناة الحالية، موضحا أن المشروع سيتيح مليون فرصة عمل للمصريين، وأن تحالفات شركات محلية وأجنبية ومكاتب خبرة عالمية ستشارك في تنفيذه. كما أشارت صحيفة "الوطن" إلى أن الرئيس كلف رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بإنهاء مشروع حفر قناة السويس الجديد في خلال عام، مضيفا "أنت مكلف أمام المصريين بإنهاء هذا المشروع خلال عام"، مشيرا إلى أن مصر "تحتاج لسيولة نقدية تقدر ب32 مليار جنيه لإنجاز المشروعات المتوقفة، ولا نستطيع تحميلها على ميزانية الدولة، وإشرافي على صندوق تحيا مصر ضمانة كافية لتوجيه كل المبالغ الموجودة في صالح الدولة، ونحن نقبل أن تعيش فئة من الشعب لا تسير وفقا لنهضتنا، وغير راضية عنا، ولكننا لن نسمح لأحد بأن يهدم مصر". وقال الدكتور علي لطفي، رئيس الوزراء الأسبق، في تصريحات ل"الوطن"، إنه سبق وأن عرض على الرئيس السابق حسني مبارك منذ 20 عاما البدء في مشروع محور قناة السويس، مضيفاً "وقتها، كنت رئيسا للوزراء، إلا أن مبارك تخوف من المشروع، والقرار الذي اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإحياء هذا المشروع الحيوي، جريء جدا، إذ إن هذا المحور سيدر 100 مليار جنيه سنويا، عبر إقامة مشروعات سياحية أخرى للتجميع، وغيرها من المشروعات التي تخدم السفن على جانبي قناة السويس، كما أنه سيعمل على الحد من البطالة، من خلال تشغيل عدد كبير من الشباب، وسيعمل على رفع معدل النمو الاقتصادي، وزيادة الصادرات ورفع سعر الجنيه المصري". وقالت صحيفة "المدينة" إن الرئيس السيسي، أكد خلال الاحتفال باطلاق مشروع تنمية قناة السويس أن الجيش لا يمكن في الوقت الحالي أو في المستقبل أن يقف ضد مصلحة الوطن، وقرارات القوات المسلحة المصرية لا تعتمد على شخص الرئيس الموجود، كما أن موقفها لم يتغيّر بخصوص مشروع تنمية قناة السويس وإنما رفضت في الوقت السابق إنشاء قناة موازية للقناة لاعتبارات الأمن القومي. وأبرزت صحيفة "اليوم" تفجير الساتر الترابي، إيذاناً ببدء إشارة الحفر، في مشروع محور قناة السويس العملاق، وحفر قناة جديدة "بأيد مصرية" الذي أمر الرئيس السيسي بأن يتم تنفيذه خلال عام واحد فقط، وليس ثلاثة أعوام، كما صرح رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش. ونقلت قول الرئيس السيسي إن مشروع تنمية محور قناة السويس سيتم تحت إشراف القوات المسلحة، بشركات مصرية، مؤكداً أنه تم مراعاة الأمن القومى بشكل كامل. ووجه حديثه لرجال الأعمال قائلا: "مصر أعطت القادرين من أبنائها الكثير"، ومازحهم قائلاً :"هتدفعوا لصندوق تحيا مصر يعنى هتدفعوا، لأن البلد أعطتكم الكثير". وشدد السيسي، على أنه يريد الانتهاء من استصلاح 4 ملايين فدان، ولكن ليس فى خلال 40 عاما كما يتصور البعض، مضيفاً: "مينفعش"، مشيرا إلى أن عملية استصلاح مليون فدان تتكلف 250 مليار جنيه، وبالتالى لن يأتى مستثمر فى ظل هذه الأرقام. إلى ذلك، كشفت مصادر سيادية، تعمل ضمن فريق مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس، أن هناك 11 سببا وراء اختيار قناة السويس مظلة لمشروع تنمية المحور، مشيرة إلى أن "هذه الأسباب تتمثل في عبقرية موقع قناة السويس، ودرجة الثقة العالية التي تتمتع بها هيئة قناة السويس على المستويين العالمي والمحلي ككيان اقتصادي قوي قائم ومستقر ومستمر، ووجود الموقع تحت المظلة التأمينية المباشرة للقوات المسلحة في نطاق كل من قوات الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وتوافر شبكة علاقات قوية مع الشركات الملاحية والكيانات البحرية العملاقة، وكذلك الخبرة والكفاءة العالية التي يتمتع بها العاملون بهيئة قناة السويس".