حين قام أعضاء المجالس المحلية بقنا منذ سنوات بأخذ موافقات على تغيير اسم نجع "كوم الكفار" التابع لمدينة قفط بمحافظة قنا إلى نجع المؤمنين فرح الأهالى كثيرًا، فقد كانت التسمية تثير استياء وغضب أكثر من 5 آلاف مواطن يعيشون بالنجع. ولكن فوجئ أهالى النجع أن التسمية التي حاربوا من أجل استبدالها في أوراق ومستندات الحكومة موجودة في أذهان الأهالى حتى الآن، مما جعلهم يعلنون الغضب أمام كل من يخطئ في المسمى الجديد ويعيد القديم "كوم الكفار". نور الدين القفطى باحث في التاريخ والأدب، وأحد أبناء مدينة قفط قال ل"بوابة الأهرام" إن أهالي النجع لن يستطيعوا محو الاسم إلا بموت الكثير من العجائز في القرى المحيطة، حتى يخرج جيلا جديدًا يمحوا الاسم القديم المحفور في أذهان الناس. فالنجع الذي اسماه الوثنيون الرومان ضد مؤمنيه المصريين يثير غضب الأهالى، لكن الأجمل أن أبناء النجع يمتازون كأجدادهم بتسجيل الأحداث التاريخية، فإذا كان أجدادهم احتفظوا بصور ب"الأبيض والأسود" حين دخل التصوير للصعيد، حيث قاموا بتصوير أفران الحرق الطيني في بيوتات النجع، والحصن الطيني في المعبد قبل تهدمها. فإن أبناء النجع يحتفظون بمقاطع فيديو لأى مخالفة تحدث من قبل الحكومة والمسئولين ضدهم وهذا مايميزهم عن غيرهم فهم أبناء كلمة "لا" العظيمة. وأضاف نور أنه بالرجوع لذاكرة التاريخ، حيث الإمبراطور ماكسيمان عام 286م هو الذي أطلق على هذا النجع اسم "كوم الكفار" بعد اعتناقهم المسيحية وتركهم لعبادة الأصنام، لذلك قرر أن يحرقهم في أفران طينية بل قام بإلقاء النيران عليهم من حصن طيني نصبه في معبد الإله مين معبد اله الخصوبة، وهو المعبد الذي تم عقاب أحد الكهنة المصريين فيه بعد انكشاف أمره وتعامله مع الهكسوس، ونشر خيانته كنص أخذته البعثات الأجنبية التي كانت تنقب في المعبد في حقبة الاحتلال الأجنبى لمصر. وأنه تم أخذ بعض أفراد من كوم المؤمنين حاليًا "كوم الكفار" سابقا ككتيبة حربية إلى أوروبا لينضموا لجيش الإمبراطورية الرومانية مع بعض المؤمنين بالمسيحية من قرى صعيدية أخرى، وهناك في أوروبا رفضت الكتيبة أوامر ماكسيمان أيضًا بتقديم النذور للآلهة الوثنية فأباد الكتيبة المؤمنة عن آخرها وبقى منها الوفد الطبي الذي كانت ترأسه بنت قرية "جرا جوس" بقوص فرينيا وهى التي علمت أهالى أوروبا الطهارة والعفة والنظافة. يضيف القفطى أن كوم المؤمنين حاليًا إعاده الاهالى لتسميته الحقيقية رغم مشقتهم في انهاء موافقات من المجالس المحلية بقنا لتثبيت اسم "كوم المؤمنين" الذي هو صفة دائمة لاعتقادهم الديني بدلا من المسمى القديم الذي أطلقه الوثني ماكسيمان على مواطنين أرادوا عبادة الله الواحد الأحد وعدم رضوخهم للسلطة السياسية الغاشمة. ومن ثم هم لكرههم لأي شخص يخطأ ويعيد المسمى القديم الماكسيمانى نسبة لماكسيمان لأنهم مؤمنون وموحدون بالله سواء حين كانوا مسيحيين أو حين اعتنقوا الدين الاسلامى منذ بدايات فتح مصر.