مازال الدكتور محمد عبدالشافى أستاذ التاريخ البيزنطي بجامعة جنوبالوادي يصرخ في البرية المصرية، داعيا للبحث عن آثار معشوقته المسيحية فيرينيا وإعادة التنقيب عن مخطوطات المسيحيين الأوائل من أهل الإسكندرية، التي أخفوها في جبال قنا، وتدل عليها الحفريات الأثرية. عبد الشافي هو أستاذ التاريخ البيزنطي بجامعة جنوبالوادي والعاشق لفرينيا الفتاة المصرية التي نشأت في قرية جراجوس بمركز قوص بقنا في العصر البيزنطي والتي استطاعت أن تغير من عادات أهل أوروبا (حتى إن السفارة السويسرية بالقاهرة أقامت لها تمثالا بالحجم الطبيعي وهى ممسكة بالإبريق بإحدى يديها وباليد الأخرى مشطا) حيث لايتذكرها المسيحيون المصريون ولا يعرفون عنها شيئا، رغم ورود النصوص الدالة على أنها قديسة من أهل الجنة، وذلك لأنهم لايدرسونها في المدارس ولا الجامعات، فللأسف التاريخ يحدثنا فقط عن قصتها مع الإمبراطور ماكسيمان (286م 305م) الذي كان قاسيا معها ومع كل أهل الصعيد وحرق المسيحيين وصنع لهم خصيصا حصانا طينيا نصبه في أحد المعابد. ويضيف بحزن العاشقين: هذا هو الإمبراطور الذي قام بأخذ معشوقتى المصرية فيرينيا التي ذهبت مع وفد طبي إلى أوروبا بأمر الإمبراطور . ويضيف بحدة: الباحثون المصريون الذين يعيشون في أوروبا كتبوا عنها بشكل مقتضب كالباحثة المصرية ( إيريس حبيب )، لكن كتاباتهم لا تشفى الغليل عن فتاة قديسة ذهبت مع كتيبة حربية بأمر الإمبراطور الوثني إلى أوروبا، حيث دمر المجرم الكتيبة بعد أن أقنعتهم فارينا بالإيمان الحقيقي ورفضوا معها الانصياع لأوامر الإمبراطور بتقديم البخور والنذور للآلهة الوثنية. بعد تدمير الكتيبة اختارت أن تبقى مع مجموعة من العذارى واستقرت في أوروبا إلى أن أعلن الإمبراطور قسطنطين الاعتراف بالمسيحية فقامت بالتبشير وعلمت أهالى أوروبا الصحة العامة من خلال خبرتها الواسعة بالأعشاب حتى رسخت هذه المفاهيم بينهم لذلك أقيم لها تمثال في أوروبا منقوش عليه( الفتاة التي علمت سويسرا النظافة وعلمت فتياتها العفة والطهارة) بل أقيم لها أكثر من سبعين كنيسة باسمها في سويسرا أما ألمانيا فقد أقامت لها 30 كنيسة. يصمت عبد الشافي فجأة ثم يكمل: هذه المرأة الرائعة الطاهرة الذي سأقوم بعمل فيلم تسجيلي عنها في قريتها جراجوس بقوص، لابد أن يعرفها المسلمون المصريون لأنها عبدت إلها يعبدونه ويسجدون له وأن يقتدي بها المسيحيون المصريون. سألت الدكتور عن التاريخ والدين فيجيب بحزم :هناك فرق بينهما فالحقائق التاريخية لها مبرراتها وهى فعل إنسانى أما الحقائق الدينية فهي فعل إلهي لا تقبل الجدل ورغم أن محافظة قنا ضمت مخطوطات قبطية تدرس الآن في أوروبا بمنهج علمي مثل مخطوطات نجع حمادي القبطية ومثل مخطوطات قرية فاو قبلى بدشنا ورغم وجود أديرة انتقلت بكتابتها لأوروبا ومثلت جامعات متحركة، إلا أنها لاتدرس في مصر لأننا لانفرق بين الحقيقية الدينية والحقيقية التاريخية ولكن ( أتجهل أن مصر هي صورة الأديان في العالم ؟). وهى مقولة خرجت من هذه الخريطة، ويشير إلى خريطة مصر.