بلغ عدد الاندماجات والاستحواذات في الوطن العربي خلال عام 2010 نحو 186 صفقة بقيمة 46.5 مليار دولار، في دليل على اتجاه أغلبية الشركات، لا سيما شركات الاستثمار المباشر، إلى تعظيم أرباحها وتقوية مراكزها المالية بالاستحواذ أو بالاندماج مع الكيانات الكبرى فضلاً عن تقليل المخاطر المالية التي قد تتعرض لها الشركات عندما تكون منفردة أو ذات كيان مستقل. واستحوذ قطاع التمويل على نصيب الأسد من عدد الصفقات، حيث تم تنفيذ حوالي 78 صفقة ، كان أشهرها قيام أبوظبي ببيع حصة 1.1% في بنك "باركليز" البريطاني خلال شهر أكتوبر 2010 ، بينما جاء قطاع الطاقة والتعدين في المرتبة الثانية حيث حقق حوالي 25 صفقة. حل قطاع الاتصالات ثالثًا ليحقق ما يقرب من 19 صفقة، كان أشهرها صفقة اندماج فيمبلكوم الروسية مع ويذر انفستمت الإيطالية المالكة ل100 من شركة ويند الإيطالية و51% من شركة أوراسكوم تيليكوم المصرية بقيمة تقدر بحوالي 6.6 مليار دولار أمريكي بجانب حصة 30% من المجموعة. يذكر أن قيمة الصفقات والاستحواذات قدرت في الوطن العربي بنحو 188 مليار دولار بين عامي 2005 و2009. ومن حيث الدول، حصلت مصر على المركز الأول علي مستوى الوطن العربي في نشاط الاستحواذات والاندماجات حيث حققت حوالي 46 صفقة. وجاءت في المركز الثاني، دولة الكويت حيث حققت حوالي 25 صفقة ، كان من أشهرها استحواذ كويت انفست وجيزان القابضة على الشركة الدولية للتمويل الكويتي بقيمة 280 مليون دولار. أما السعودية فحلت ثالثة محققة 12 صفقة عام 2010 م، أشهرها صفقة استحواذ الشركة السعودية لصناعة الورق على 85% من مصنع الجذور لصناعة المحارم الورقية بقيمة 9.3 مليون دولار، وجاء فى المراكز التالية كل من الإمارات ثم البحرين بعدد 11 و7 صفقات على الترتيب. على صعيد متصل، احتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية نصيب الأسد من الصفقات التي عقدتها الدول العربية خارج المنطقة حيث استأثرت بحوالي 9 صفقات أشهرها استحواذ شركة المملكة القابضة على 40 % من فندق فيرمونت رافلز الأمريكي بقيمة 847 مليون دولار. جاءت تركيا في المركز الثاني محققة حوالي 7 صفقات أشهرها استحواذ صندوق الفرص الخليجية التابع لمؤسسة انفستكورب على ترياكي إغرو بقيمة 50 مليون دولار ، بينما تساوت المملكة المتحدة والهند وهولندا بعدد ثلاث صفقات فى كل منهما. ويرى محمد سعيد الباحث بشركة كابيتال لينك جلوب أن نشاط الاندماجات والاستحواذات ستشهد تراجعًا وانخفاضًا في قيمة وعدد الصفقات خلال عام 2011 ، مقارنة بالعام الماضي 2010 ؛ وذلك نتيجة لما تشهده المنطقة العربية من عدم الاستقرار السياسي بسبب قيام العديد من المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المنطقة كمصر وتونس ، والأحداث الأخيرة المتردية بليبيا، فضلاً عن المظاهرات بكل من اليمن والبحرين، وأخيرا في الجمهورية السورية. أضاف: رغم ذلك توجد مؤشرات تدل على تحسن الوضع في الأجل المتوسط، وتتضح جليا من التعديلات الدستورية التي تجريها بعض البلاد كمصر والتي ستسهم بتسيير عجلة الاقتصاد قدما باعتبارها تدعو إلى التفاؤل، وجذب مزيد من المستثمرين ، وعليه يزيد نشاط الاندماجات والاستحواذات. يذكر أن "كابيتال لينك جلوب" تعتبر شركة مصرية متخصصة فى تقديم الأخبار والبيانات المتعلقة بالاستثمار، خاصة صفقات الاندماج والاستحواذ بالمنطقة العربية إلى جانب تغطية الاكتتابات العامة والخاصة والمشروعات المشتركة.