يبدو أن جيل الشباب لن يكون صاحب السيطرة على السينما فقط، بل أن الدراما المصرية ستكون ملكاً له أيضاً، وهو ما أثبتته دراما العام الحالي بعد أن نجح هؤلاء في خطف الأنظار من الكبار، وخلق مساحة خاصة لهم أجبرت المشاهدين على متابعتهم بتفوق على الكبار الذين اعتادوا على رؤية أعمالهم كل عام. الجيل الجديد الذي بشرت به الدراما المصرية هذا العام لم يتوقف عند حدود نجم العمل فقط، لكن على عدة مستويات آخرى كالتأليف والإخراج، الموسيقي والتصوير إضافة إلى الوجوه الجديدة التي شهدت تميزاً ملحوظاً لمن ظهروا من قبل في أعمال سابقة أو من هم يظهرون للمرة الأولى وأثبتوا تفوقهم بجدارة. ومع تفوق النجوم الشباب يتراجع الكبار، فرغم ما يقدمه البعض من أعمال مميزة إلا أنها لم تأخذ فرصتها جيداً في المشاهدة بعد الاستحواذ الذي حققته دراما الشباب، منها مسلسل "دهشة" للنجم يحيي الفخراني، العمل الدرامي المأخوذ عن النص الشهير "الملك لير"، والذي سبق وقدمه النجم على خشبة المسرح، في حين كان هناك انتقاد لاذع وجه للبعض من النجوم الكبار وعلى رأسهم ليلي علوي التي اتهمها النقاد بالنمطية وعدم التجديد، ويسرا التي أبدى البعض أيضاً انتقاده لها بسبب دورها في مسلسل "سرايا عابدين". ومن بين النجوم الشباب الذين أثبتوا تألقهم هذا العام، من شهدتهم أعمالهم تحولات في الشخصيات الدرامية التي يقدمونها منهم الفنانة نيللي كريم ودورها في مسلسل "سجن النسا" عندما تحولت من دور السجانه إلى مسجونة، وعمرو يوسف في " عد تنازلي" وتحوله من مهندس ناجح إلى إرهابي قاتل، ومحمد رمضان في "ابن حلال" الفتى الصعيدي الذي يسعي على رزق أسرته ويتهم غدراً بمقتل ابنة فنانة شهيرة وما يشهده بعد ذلك من تحولات في شخصيته من الضعف إلى القوة. كما استطاعت دراما المجموعة أن تحقق تجاحاً كبيراً مثل مسلسل "السبع وصايا" والذي اجتذب الأنظار إليه منذ الحلقة الأولى، وجعل الجميع ينتظر حلقاته بشغف، فالجميع به تألق وتميز في أداء دوره بحرفية شديدة لتزداد نجومية بعضهم مثل رانيا يوسف، وصبري فواز، وهنا شيحه ونكتشف وجوه أخري لممثلين قدر لهم أن تظهر موهبتهم مثل شيرين الطحان، وهيثم زكي، وناهد السباعي، ويخطف آخرون الضوء مثل وليد فواز الذي تألق في دور "أحمد عرنوس"، وابتهال الصريطي في دور "شحاته". كذلك لفتت دراما رمضان الأنظار إلى جيل جديد من الكتاب والمخرجين مثل محمد أمين راضي، تامر إبراهيم، ومريم ناعوم التي تتألق للعام الثاني على التوالي، وخالد مرعي، وكاملة أبو ذكري، حسين المنياوي وغيرهم. هذا بالإضافة إلى جيل جديد من الموسيقيين الذين تفقوا بموسيقاهم التصويرية منهم هشام نزيه بموسيقي "السبع وصايا"، وتامر كروان ب "سجن النسا"، ومصطفي الحلواني ب "الصياد".