نشرت جريدة الجارديان تحليلاً لمراسلها في رفح المصرية بيتر بومونت تحت عنوان "إعادة فتح معبر رفح تشكل أولوية حماس الأولى في محادثات وقف إطلاق النار". ويؤكد التحليل أن فتح معبر رفح هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لحماس لكن السلطات المصرية لا تريد أن تقدم هذه الهدية لحماس حتى لا تزيد قوتها وشعبيتها. ويقول بومونت إن معبر رفح من الناحية الشكلية لا يمثل شيئًا فهو عبارة عن بوابات العبور مع قوسين أسمنتيين بالإضافة إلى مبنى وحيد نصف مهدم وتظهر على جدرانه آثار إطلاقات الرصاص. ويضيف أن المعبر رغم ذلك يمثل الجائزة الكبرى لحركة حماس وأعلى أولوياتها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد مرور أكثر من 10 أيام على بدء المعارك التى أدت إلى مقتل 227 فلسطينيًا وإسرائيلي واحد. ويضيف بومونت: إن إعادة فتح المعبر بشكل مستمر يعد أهم مطالب حماس والمطلب الوحيد حسب المحللين المختصين الذي ترفض حماس التفريط فيه بعكس بقية المطالب التى يمكن التفاوض بشأنها حتى المطلب الخاص بإعادة إطلاق سراح المعتقلين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط والذين اعتقلتهم تل أبيب مرة أخرى قبل أيام. ويؤكد بومونت أن المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة كانت دومًا مغلقة منذ عام 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع وهو ما جعل معبر رفح على الحدود المصرية المنفذ الوحيد لإدخال الطعام والإمدادات الحيوية للقطاع. ويستمر بومونت في تحليل أهمية المعبر موضحًا أنه تم إغلاق المعبر قبل نحو عام بعد هجوم على القوات المصرية اتهمت فيه جماعة مسلحة مقربة من حماس وتم فتحه بعد ذلك لسفر حاملي جوازات السفر الغربية وسفر الحجاج فقط وغير ذلك يبقى المعبر مغلقًا لأسابيع متواصلة بمعاذير مختلفة. وينقل المراسل عن مدير الجانب الفلسطيني من معبر رفح تأكيده أن المعبر مغلق بشكل مستمر منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي موضحًا أن الغلق يستمر أحيانًا لمدة 40 يومًا بشكل متواصل. ويوضح بومونت أن الأنفاق التى تمتد تحت خط الحدود الفاصل بين رفح المصرية وغزة تعد مصدرًا للأموال لحركة حماس كما أن المعبر يقع في قلب لعبة مصالح متعددة الأطراف منها الطرف المصري الذي لا يرغب حاليًا في إهداء المعبر لحماس مفضلاً فتحه لمصلحة السلطة الوطنية التى يرأسها محمود عباس "أبومازن". وينقل بومونت عن مخيمر أبوصدر المحلل السياسي في غزة قوله "إن حماس تستطيع أن تتنازل عن أي مطلب آخر لكن ليس مطلب فتح معبر رفح". ويضيف أبوصدر "يمكن التفاوض حول موضوع إطلاق سراح المعتقلين أو تأجيله أما فتح المعبر فهو الأمر الوحيد الذي يمكنه إيقاف حمام الدم لأنه يمثل رفعًا للحصار المستمر على القطاع".