اعتبر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيجل الأربعاء أن الجهاديين السنة الذين استولوا على مناطق واسعة من العراق يمثلون "خطراً داهماً" وواضحاً على الشرق الأوسط وأوروبا والولاياتالمتحدة. وتأتي تصريحات هيجل بشأن الجهاديين السنة بعد أيام على تأكيداته أن واشنطن ليست على وشك القيام بأي تحرك عسكري لمساعدة الحكومة العراقية في معركتها ضد المتطرفين. وقال هيجل خلال زيارة إلى قاعدة بحرية في جورجيا بجنوب شرق الولاياتالمتحدة "لن نخدعكم حيال هذا الأمر ولا يجوز أن ينخدع أحد في الكونغرس بهذا الخصوص. الجهاديون يشكلون خطراً على بلادنا". وأضاف أن الجهاديين السنة وخصوصا التابعين "للدولة الاسلامية" هم "قوة متطورة ومتحركة ومنظمة وممولة بشكل جيد وقادرة". وأوضح أن الجهاديين يمثلون "تهديدا لحلفائنا في الشرق الأوسط وفي اوروبا". وتابع أن هذه المجموعة المتطرفة "قد لا تبدو تهديدا داهما للولايات المتحدة ولكنها فعلاً تهديد للولايات المتحدة". وأضاف "أنه تهديد واضح لشركائنا في المنطقة وخطر داهم". ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي المتطرف مع تنظيمات متطرفة اخرى منذ شهر على مناطق واسعة في شمال وشرق وغرب العراق بينها مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) ومدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) إثر هجوم كاسح شنته هذه التنظيمات. وفي جلسة مغلقة أمام أعضاء الكونجرس عن الأزمة الثلاثاء قال هيغل إن "ما نفعله هو المساعدة بكل الطرق الممكنة لمساعدة الشعب العراقي على دحر الأصوليين المتوحشين الذين لا يحاولون زعزعة العراق فحسب بل السيطرة عليه". وأشار هيغل الى "التضحيات التي قدمها الأمريكيون" في العراق خلال السنوات التي تلت بداية الحرب عليه من قبل تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة لاطاحة نظام صدام حسين في 2003. وانسحبت القوات الأميركية من العراق في 2011. واضاف ان تقييم الجيش العراقي من قبل حوالى مئتي مستشار عسكري أميركي على الأرض سينتهي "في الأيام المقبلة". وكان هؤلاء المستشارون انتشروا لتقييم التهديد الذي يشكله مقاتلو "الدولة الاسلامية" الذين سيطروا على مناطق في شمال وغرب العراق. وتم إرسال 500 عنصر أميركي أيضا إلى العراق لتعزيز امن السفارة واقسام من مطار بغداد. وكانت الولاياتالمتحدة حثت قادة العراق السنة والأكراد على المساهمة الفعالة في تشكيل الحكومة الجديدة "سريعا" للتصدي للمسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة تواجه القوات العراقية صعوبات في استعادتها منهم. وسيطر الأكراد منذ بداية هذا الهجوم على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى رأسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط، في خطوة أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أنها نهائية.