أكدت واشنطن الخميس، أن إمكانية مساعدة القوات العراقية في معاركها مع المسلحين لا تهدف الى مساندة رئيس الوزراء نوري المالكي، في وقت تواصلت الاشتباكات في قضاء تلعفر الشمالي بينما سيطرت القوات الحكومية على مصفاة بيجي. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" بثت الخميس ان "الامر لا يتعلق بالمالكي... اريد ان اوضح ان ما تقوم به الولاياتالمتحدة متعلق بالعراق وليس بالمالكي". وجاءت تصريحات كيري في وقت تبحث وانشطن توجيه ضربات جوية بطائرات من دون طيار ضد المسلحين الذين ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق" وتنظيمات سنية متطرفة اخرى والذين تمكنوا في نحو عشرة ايام من احتلال مناطق واسعة في شمال العراق. وكان البيت الابيض اعلن الاربعاء ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يواصل مشاوراته حول كيفية التعامل مع تقدم الجهاديين السنة في العراق، ولا يستبعد اي خيار باستثناء ارسال قوات على الارض. وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال الاميركي مارتن دمبسي امام اعضاء في الكونغرس "ليس ثمة شيء كبير كان يمكن القيام به لنسيان الى اي مدى اهملت الحكومة العراقية مواطنيها. ذلك هو مصدر المشكلة الراهنة". واوضح ان المسؤولين الاميركيين حذروا القادة العراقيين مرارا مما يواجهونه من اخطار جراء سياسة تهميش بعض المجموعات الدينية، ولكن تم تجاهل رايهم تماما، مضيفا انه في معارك شمال العراق نجح المهاجمون في ضم بعض ضباط الجيش الى صفوفهم. وفي الجلسة نفسها، لاحظ وزير الدفاع تشاك هيغل بدوره ان حكومة بغداد لم تف بوعودها لجهة بناء تعاون فعلي مع المسؤولين السنة والاكراد. من جهته، اعتبر المسؤول السابق عن القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس ان الولاياتالمتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد في نهاية 2011 بعد احتلال دام ثماني سنوات، يجب الا تصبح "قوة جوية للميليشيات الشيعية". وقال خلال مؤتمر صحافي في لندن "اذا علينا دعم العراق يجب تقديم هذا الدعم لحكومة تمثل شعبا يضم كافة اطياف البلاد"، مضيفا "لا يمكن للولايات المتحدة ان تكون قوة جوية لحساب الميليشيات الشيعية او لشيعي في معركته ضد العرب السنة". واوضح "اذا ارادت الولاياتالمتحدة مساعدة العراق فهذه المساعدة يجب ان تكون للحكومة ضد التطرف بدلا من دعم طرف في ما قد يكون حربا طائفية".