قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، إن بلاده "ملتزمة بدعم العراق" في مواجهة تنظيم داعش، لكنه أكد أن المساعدة الأمريكية لن تنجح إلا إذا أقام القادة العراقيون "وحدة وطنية". ووفق بيان للخارجية الأمريكية، وصل وكالة "الأناضول" نسخة منه، "أكد كيري لزيباري أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدعم العراق، وأن الرئيس باراك أوباما يفحص حاليا مجموعة مع الخيارات التي يمكن أن تساعد قوات الأمن العراقية في صد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق) داعش". وأضاف البيان أن كيري "أكد لزيباري أن المساعدة الأمريكية للعراق ستنجح فقط إذا كان القادة العراقيون راغبين في تنحية خلافاتهم جانبا وتنفيذ نهج منسق وفعال لإقامة الوحدة الوطنية الضرورية لدفع البلاد إلى الأمام ومواجهة تهديد داعش". وفي ضوء ذلك، لفت الوزير الأمريكي إلى "أهمية تصديق الحكومة العراقية على نتائج الانتخابات (البرلمانية التي جرت مؤخرا) دون تأخير، والالتزام بالجدول الزمني المحدد دستوريا لتشكيل الحكومة الجديدة، واحترام حقوق جميع المواطنين - السنة والأكراد، والشيعة - خلال تصديها للإرهاب"، وفق البيان ذاته. وأشار إلى أن بلاده "تواصلت مع المجتمع الدولي ودول جوار العراق، وأكدت على التهديد التي يشكله داعش على العراق ودول المنطقة، وأهمية مساعدة العراق في هذه المرحلة الحرجة". ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تجمع سني يتصدره مقاتلو تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل الثلاثاء الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار(غرب). وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أول أمس الجمعة، إن بلاده "لن ترسل قوات إلى العراق"، وإنه "طالب فريق الأمن القومي بأعداد خيارات لمعالجة الأوضاع هناك". وأمر وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، أمس السبت، حاملة الطائرات العسكرية جورج بوش بالتحرك من شمال بحر العرب إلى الخليج العربي، وسط توتر للأوضاع بالعراق. وقال بيان لوزارة الدفاع الأمريكية إن الأمر جاء ليمنح القائد العام للقوات المسلحة (الرئيس باراك أوباما) "مرونة إضافية بشأن الخيار العسكري لحماية حياة الأمريكيين ومواطني ومصالح العراق".