منذ أيام تقدم محمد يوسف، مدير عام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، باستقالة مُسببة من منصبه للناقد سمير فريد، رئيس المهرجان، موضحا فيها اعتراضه على ما وصفه بابتزاز أعضاء الوحدة الحسابية المعنية بتسوية ميزانية المهرجان. وأعرب يوسف باستقالته عن تحفظه على عدم التزام رئيس المهرجان، بقرار مجلس الإدارة الذى أوصى بأن يقوم ثلاثى يوسف ،فريد ،ومعها هالة قدرى بتوقيع الشيكات البنكية. وجاء فى نص الاستقالة الموجهة لفريد: أتقدم لسيادتكم بطلب اعفائى من منصب مدير عام مهرجان القاهرة السينمائي. سبق أن ابديت اعتراضى الشديد على الرضوخ لأعضاء الوحدة الحسابية الذين يقومون بتسوية ميزانية المهرجان وطلبهم الفج بصرف مكافأة قدرها 18 ألف جنيه لهم دون وجه حق وذلك فى مقابل تحويل باقى ميزانية المهرجان، وعدم إبداء ملاحظات على مستندات تسوية الدفعة الأولى التى تم تحويلها للمهرجان. كما أوضحت لسيادتكم بأن ما يقومون به من أعمال مراجعة وتسوية من صميم عملهم الذى يتاقضون عليه رواتبهم. وأن موافقتنا على هذا الابتزاز يعد تشجيعا لهم على هذه الممارسات، وقد تشاطرونى سيادتكم الرأى بأن هذا لا يستوى ونحن على اعتاب دولة جديدة يحاول كل منا التصدى للفساد والرشوة. واضاف يوسف ان السبب الثانى للاستقالة هو اعتراضى على ما تفضلتم به سيادتكم من موافقات خاصة ببيع أثاث مقر المهرجان للعاملين بالمهرجان دون اتباع الإجراءات اللازمة فى هذا الشأن من تشكيل لجنة لتحديد القيمة السعرية لهذه الأصناف وعلى أساسها يتم البيع. وعدم اخطارى كمدير عام المهرجان بهذا الإجراء حتى يتسنى العرض على سيادتكم بالاجراءات القانونية والمالية اللازم اتباعها فى هذا الشأن. وأردف يوسف أن ثالث أسباب انسحابه من عمله بالمهرجان هو أنه: سبق هو أنه وافق مجلس الإدارة فى اجتماعه رقم 17 المؤرخ 24 فبراير 2014 على الاقتراح المقدم من سيادتكم بتفويضى بالتوقيع على المذكرات المالية ويكون التوقيع على الشيكات لسيادتكم والسيدة هالة قدري، وواقع الحال قيام سيادتكم باستخراج معظم الشيكات دون مذكرات مالية يتم عرضها أو موافقتى عليها. الاستقالة ومليئة بالاتهامات: وحدة حسابية تطلب 18 الف جنيه لصرف دفعة من ميزانية المهرجان وعدم إبداء ملاحظات على ما صرفوه من قبل. لماذا؟ هل فيما تم صرفه تجاوزات أو بنود غير قانونية؟ ثم ينبه مدير المهرجان رئيسه بأنه سبق أن أوضح له ذلك. بماذا سكت الرئيس على ابتزاز الوحدة الحسابية أن صح؟ ثم الصاعقة بقول مدير المهرجان أن رئيس المهرجان باع أثاث المقر للعاملين بالمهرجان. وباستطلاع "مندوب الأهرام" للأمر وجد أن البيع تم بأسعار زهيدة تصل لعشرات الجنيهات لأثاث بالالاف، وذلك مجاملة لموظفى المهرجان المقربين. وهل الحفاظ على المال العام يدفع رئيس المهرجان لسفر وفد من سبعة أشخاص على حساب المهرجان فى وقت البلد كله يتجه الى ترشيد فى النفقات، ماذا كانت الحاجة مثلا فى سفر سيد فؤاد مسئول برنامج السينما العربية الذى تقيمه نقابة السينمائيين على هامش مهرجان القاهرة. يقول موظفو النقابة أنهم فوجئوا بإرسال خطاب من رئيس المهرجان يفيد سفر سيد فؤاد دون أن تطلب النقابة حتى ذلك باعتبارها المسئولة عن هذا البرنامج. ألا يلقى فريد بالا بأن هناك شبهة مجاملة فى هذا، خاصة أن فؤاد هو رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذى يعمل فريد مستشارا له منذ إنشائه. ولا تسأل هنا عن تعدد المناصب بكل افاته من سيطرة واحتكار وعدم انجاز فى العمل الواحد بسبب عدم التفرغ والتركيز. أن ما لدينا عن كم الأخطاء فى إدارة المهرجان فى رئاسته الجديدة الكثير، وهى بالأساس لا تبرر نبرة الاستعلاء التى تكلم بها فريد فى تصريحاته الصحفية فى الشهور الماضية عن التاريخ الفاشل لمهرجان القاهرة السينمائى فى كل إداراته، وخاصة ما يدعيه بفشل دورة 2012 التى أقيمت على الرغم من حكم الإخوان الفاشى وفى ظروف استثنائية وفى وقت ضيق وشملت مزيجا من فريق قديم وجديد منهم خبراء مشهود لهم عالميا كالمنتجة ماريان خوري. هل يتصور أحد أن إدراة مهرجان القاهرة السينمائى الحالية لم تصنع له بوسترا حتى الان. الذين وفروه مجرد لوجو أحمر بائس اشبه بعلامات المرور الخاصة بحوادث الطرق. بل لم توزع إدارة القاهرة السينمائى أى مطبوعات ذات قيمة بمهرجان كان السابق. مجرد مطوية ضعيفة المستوى مليئة بالاخطاء باللغة الإنجليزية مثل كتابة "National Cinema guest of honor". باعتبار أن ذلك هو ترجمة ضيف شرف المهرجان !! وغيرها الكثير. حتى الموقع الالكترونى للمهرجان وهو عنوانه الأهم وطريقة الاستدلال عليه فى عالم اليوم، مازال شبه متوقف وكان مكتوبا عليه وقت مهرجان كان انه تحت الانشاء حتى 1 مايو علما بأن مهرجان كان أقيم من 14 حتى 26 مايو الماضي. وحتى اليوم الموقع مازال تحت الانشاء. رغم ان الادارة السابقة للمهرجان كانت قد تركته يعمل وكان مليئا بالمعلومات والصور وملفات الفيديو عن الدورات السابقة، إلا أن فريد ألغى الموقع باكمله. حتما انه الكبر والرغبة فى تشويه الاخرين. وفى النهاية مصر كلها ستدفع الثمن من هذه الادارة السيئة للمهرجان. كنا فى البداية نبهنا منذ أشهر إلى الإدارة السيئة لرئيس المهرجان والتجاوزات الكثيرة التى يقوم بها. لا شك أن سمير فريد ناقد كبير ومنظر مهم وقد يكون مستشارا رائعا لكنه ليس اداريا على نفس المستوى او حتى اقل جدا. وناهيك عن الصورة التى يجمل بها نفسه او عمله بالمهرجان بتوزيع دليل العميل الذى يعطى انطباعا بالجدية، لكن الشيطان فى التفاصيل و الأخطاء معلومة للجميع. أضف الى ذلك أن سمير فريد كان مع رأى عماد ابو غازى، وزير الثقافة الأسبق، فى إلغاء دورة مهرجان القاهرة السينمائى عام 2011 بسبب الظروف الامنية بعد الثورة، وهو ما تم دحضده باقامة مهرجان الاسكندرية فى نفس العام. ثم ألغى فريد بنفسه دورة مهرجان القاهرة السينمائى عام 2013 لضيق الوقت للاعداد رغم تسلمه المسئولية فى أغسطس من العام الماضي. هل يفكر سمير فريد فى إلغاء مهرجان القاهره بسبب تصوراته للأمور للمرة الثالثة ؟ ففى حواره مع مجلة فارايتى الأمريكية أثناء مهرجان كان الأخير يرد على سؤال محاوره، عما إذا كان المهرجان سيلغى هذا العام أيضا أم لا يرد فريد أنه يتمنى أن تعود الأمور إلى الشكل الطبيعى بعد الانتخابات الرئاسية. والرد يوحى بأن احتمالية الإلغاء واردة. والغريب أن فريد تحدث مع الكثير من الشخصيات الدولية عن احتمالية الالغاء وعن انه ربما يترك رئاسته للمهرجان. ومن ضمن هؤلاء ماركو مولر رئيس مهرجان فينيسيا السابق الذى أعلن ذلك صراحة نقلا عن فريد. وربما هذا ما دعا فريد لإصدار بيان بعد فوز المشير السيسى بانتخابات رئاسة الجمهورية يعلن فيه ان المهرجان سيعقد فى موعده وأن العاملين بالمهرجان يتعهدون بالعمل والاخلاص. لا اعرف هل الاخلاص هو ما ذكره مدير المهرجان فى استقالته عن تجاوزات وبيع لاثاث المهرجان. وهل ونحن على اعتاب بداية شهر يوليو قبل اربعة أشهر من المهرجان حصل المهرجان على موافقة أى ضيف مهم أو أى فيلم مهم. بالطبع لا. مجرد مراسلات يرسلها المهرجان هنا وهناك لمحاولة الحصول على أى شيء. لابد أن نعرف ان مدير عام مهرجان القاهرة السينمائى منصبه بالاساس هو مدير المكتب الفنى لوزير الثقافة ( السابق والحالي). وعندما يتقدم باستقالة مثل تلك، لابد من التعامل معها جديا وبشكل قانونى واضح. ما هذا الذى يحدث؟ هل هذه هى مصر فى بداية عهد جديد ؟ ورئيس المهرجان يرد أكد الناقد السينمائى الكبير سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائى انه قام بتحويل الاستقالة التى تقدم بها محمد يوسف المدير العام للمهرجان للمستشار القانونى لوزير الثقافة و المهرجان للتحقيق فى كل ما جاء بها من اتهامات خاصة وأن المهرجان تشرف عليه الوزارة . واضاف فريد فى تصريح " للاهرام " انه من وجهة نظره الشخصية يؤكد ان كل الكلام الذى ورد فى استقالة يوسف غير صحيح، وأشار رئيس المهرجان إلى أنه بعد انتهاء التحقيقات سوف يعلن النتيجة للراى العام بكل شفافية . ورفض الناقد الكبير الرد على اى اتهام موجود باستقالة محمد يوسف أو تفنيد هذه الاتهامات و فضل التعامل القانونى مع الامر برمته من خلال تحقيقات المستشار القانونى للوزارة و المهرجان.