هي عاشقة للأهرام ولتراب مصر.. رغم خروجها منها منذ الخمسينيات لكنها تفخر بجنسيتها المصرية وتعشق فنها الجميل.. تتابع بشكل يومي ما تنشره الأهرام وتقيم مستواها وتستمتع بمشاهدة الأفلام المصرية خاصة نجمها المفضل عادل إمام وفيلمه "الإرهاب والكباب". إنها ندى جابريال بشارة تقلا، حفيدة مؤسسي الجريدة الأعرق فى الشرق الأوسط. فى زيارتها لمصر ولمؤسسة الأهرام أبدت إعجابها بمستوى الجريدة وتراجعها عن حالة الغضب التى تملكتها حين كانت تقرأ مانشيتات الإخوان تتصدر صفحات الصحف ومنها الأهرام، لكنها الآن تشعر بالرضا والتفاؤل لمستقبل مصر فى المرحلة المقبلة بعد أن اختار الشعب عبد الفتاج السيسى رئيسًا. لمعت عيناها وبدت عليها علامات التأثر والحنين أثناء افتتاحها متحف آل تقلا بالمبنى الحديث فى الأهرام والذي يحوى مكتبي سليم وبشارة تقلا وأدواته البسيطة ومعدات وماكينات الجمع والتوضيب وصفحات الرصاص وزنكات الصفحات التى مر عليها الآن أكثر من مائة سنة حين كانت آخر صيحة فى زمانها. وعبرت عن سعادتها لحفاظ الأهرام على مقتنيات أجدادها مؤسسي الجريدة العريقة.. ووعدت بمنح الأهرام المزيد من مقتنيات آل تقلا.. سليم وبشارة وجابريال. جاءت ندى فى زيارة خاصة أمس الأول للأهرام لترى بعد سنوات طويلة من الغياب ما وصل إليه حال الجريدة وأعربت عن سعادتها لأنها وجدتها كما قالت فى حالة "رائعة".. واعتبرت أن زيارتها هذه المرة ذات مذاق خاص لأنها جاءت خصيصًا لتمارس حقها الانتخابى وتصوت للسيسى واعتبرت نفسها فى بيتها ووطنها الذي لم تتنازل عنه، بل وتتمسك بجنسيته رغم معيشتها فى الخارج لأكثر من 54 عامًا. كما امتدحت حرص الأهرام على اقتناء الأعمال الفنية خاصة بعد زيارتها للمتحف الدائم لمقتنيات الأهرام الفنية وتفقدها أعمال كبار الفنانين فى المجالات المختلفة قائلة: إنها زارت العديد من المتاحف فى العالم وترى أن مجموعة الأعمال الفنية فى الأهرام مميزة ومختلفة. زيارة بدأتها بلقاء مطول مع الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، الذي قام بتكريمها وأهداها مفتاح الأهرام ونموذجًا للصفحة الأولى من عدد الأهرام الأول من الفضة. كما منحها أيضًا الأعداد الأولى من النسخ الفرنسية التي كانت تصدر للأهرام فى بداياته، وكتالوجًا لمقتنيات الأهرام الفنية، بحضور محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام وسوسن مراد، رئيس تحرير مجلة البيت الشهرية. هذه الزيارة للأهرام ولمصر كانت قد قامت بتأجيلها مرات عديدة بسبب الظروف التي وصفتها بأنها كانت غير مواتية. ولأنها تعشق هذا البلد رغم أنها تعيش بعيدًا عنه منذ عام 1959 ما بين جنيف ولبنان فقد حرصت على مشاركة المصريين فرحتهم بانتخاب الرئيس فى هذه المرحلة المهمة فى تاريخ مصر. قامت بالإدلاء بصوتها واختارت السيسى لأنه كما تقول هو من أنقذ مصر من المؤامرة الأمريكية ضدها بعد أن ساعدوا ودعموا تولى الإخوان مقاليد الحكم فيها. واعتبرت أن استمرارهم كان كفيلاً بتدمير هذا الوطن الذي تعشقه. وخلال لقائها بعدد من صحفيى الأهرام وإصداراته المختلفة قالت إنها تحرص على متابعة الجريدة يوميًا من خلال الإنترنت وأكدت أنها راضية عن مستواها المهني فى الفترة الحالية وفخورة به، كما أشادت بجريدة الأهرام إبدو التي تصدر بالفرنسية، مشيرة إلى دور والدها جابريال فى استمرار جريدة الأهرام ونجاحها حين قام بصرف كل مليم للحفاظ عليها وسافر إلى الكثير من دول العالم للحديث عنها وقام بإنشاء أكبر مطبعة فى الشرق الأوسط. مؤكدة أنها سعيدة بحرص الأهراميين على استمرار نجاح المؤسسة العريقة. وهنا تدخل محاميها كمال عثمان قائلاً: إنها كانت غاضبة جدًا من مستوى الجريدة أثناء حكم الإخوان حتى أنها طلبت منه رفع قضية دولية لاستعادة اسم الأهرام لعائلة تقلا خوفًا على مستواها. مضيفًا: "أقنعتها بالانتظار وحين علمت أن ذلك يضر بسمعة مصر فتراجعت على الفور وها قد تغير الحال للأفضل". وقد احتفت الأهرام بحفيدة بشارة تقلا مؤسس جريدة الأهرام العريقة والتي صدر عددها الأول فى 5 أغسطس 1876 فى الإسكندرية ثم نقلتها زوجته إلى القاهرة فى 1899 لتستمر الجريدة فى مسيرة نجاحها تحت إدارة ابنها جابريال تقلا الذي تولى الأهرام من سنة 1912 وحتى وفاته 1943 وأنشأ أكبر مطبعة فى الشرق باسم مطبعة الأهرام. ووعدت الحفيدة فى نهاية لقائها بقيادة الأهرام وصحفييها بتكرار زيارتها للمؤسسة التي ستظل تفخر بها رغم أنها لا تعمل بمجال الصحافة وأن والدها توفى وسنوات عمرها لم تتعد عامين لكنها تعتز بانتمائها لهذه الأسرة العريقة وتراثها وإنجازاتها وأهمها مؤسسة الأهرام.