"رأيت أن المجندين بالأمن المركزى يتم تلقينهم بأنهم يقومون بمحاربة أعداء الوطن، وكأن المتظاهرين إسرائليين أو أعداء مما يجعلهم يتعاملون بعنف مع المتظاهرين لأسباب غير حقيقية، وهذا كان سبب كتابتي لفيلم البريء"، هكذا صرح الكاتب الكبير وحيد حامد في حواره مع الفنانة إسعاد يونس ضمن حلقة الأمس من برنامج "صاحبة السعادة" على قناة "سي بي سي تو". واستكمل حامد في حديثه قائلاً: بعد عرض فيلم "البرىء" بشهرين شهدت مصر أحداث الأمن المركزى، وتم منع الفيلم، وأحيانًا يشعر رجل الأمن بالملل ويكون لديه رغبة في العمل وأكبر دليل علي ذلك ما حدث معي عندما استوقفني ليلاً رجلان من الأمن، وكان الوقت متأخرًا بعد خروجى من نقابة السينمائيين وكنت أحمل أوراقًا وادعيا أننى شيوعي، وبعد أن قاما بتفتيشي تركانى، فأحيانًا الأمن يمارس سلطات قاسية لمجرد التسلية دون توجيهات. وأكد حامد في حواره أنه فلاح وعاش في القرية لما يقرب خمسة عشر عامًا، بما جعله يعي جيدًا حياة الفلاحين اليومية، وأن هذا الأمر كان مرحلة مهمة جدًا في حياته وتكوينه النفسي والثقافي، والمرحلة الثانية في حياته كانت متمثلة في انتقاله للمدينة والاحتكاك بشخصيات ولهجات مختلفة، وأن تواجده في القاهرة كان له مردود قوى علي شخصيته لأنها كانت مدينة الثقافة والمسارح، ودور العرض، مشيرًا إلى أنه قد بدأ الكتابة الإذاعية وهو مجند. وأوضح حامد أن الإذاعة المصرية كان لها فضل في بداية مشواره، وقدم خلالها مسلسلات ناجحة صنعت له جمهورًا واسمًا، وأنه كان حريصًا منذ بداياته وحتى هذه اللحظة على الاحتكاك بالناس. وعن معرفته بنجيب محفوظ قال: كنت أتأمل نجيب محفوظ من بعيد أثناء جلوسه في مقهى الفيشاوي، وكنت أخشى الاقتراب منه لعدم معرفتي ردة فعله إلى أن داعب نجيب محفوظ أحد رواده بقول "الأفيا" ذات مرة، وذهبت بعدها لإحدى ندواته في كازينو صفية حلمي وقدمت نفسي له، ولازالت أتذكر الحديث الذى دار بيننا، حيث تحدث معي بحميمية شديدة. وأشار حامد إلى أن أعماله لقت صدى طيبًا عند الناس، لأنها مأخوذة منهم، وقام هو بإعادة صياغتها بشكل يرضيهم، خصوصًا وأنه كان حريصًا على نقل بعض التفاصيل الصغيرة مثل مشهد عادل إمام الذى سأل فيه الرهائن عن أمنياتهم في فيلم "الإرهاب والكباب"، وكانت طلباتهم بسيطة رغم إلحاحه على أن يطلبوا أشياء كبيرة، لأن عند تحقهها ستصبح صغيرة، وكانت رسالته في الفيلم من خلال هذا المشهد أن أحلام البسطاء لا تتجاوز الوجبة الغذائية. وأضاف، أن هناك من يرى أنه يميل إلى الحل الفردى، وذلك عندما كتب فيلم "الغول" حيث أعاب عليه البعض موضحًا أن الحل الفردى أحيانًا يكون ضرورة رغم تفضيله الحل الجماعي. وقال حامد إنه كان له السبق في فيلم "النوم في العسل" حيث أطلق صرخات "آه" من أمام مجلس الشعب، وهذا المشهد كان يقصده تمامًا بأن تكون صرخات المواطنين أمام مجلس النواب المنتخبين للدفاع عن مصالح وكرامة وإنسانية المواطنين، ونفس المشهد تكرر في ثورة 25 يناير وتعالت صرخات المواطنين بقولهم"آه" أمام مجلس الشعب وكأن هذا هو الملاذ والحل. وأوضح حامد أنه قام بكتابة فيلم "طيور الظلام" في عز سيطرة الإرهاب، وأنه قام بإنتاجه، ولم يحقق الفيلم وقتها إيرادات رغم أنه بطولة النجم الكاسح عادل إمام بحسب تعبيره، وهذا يرجع إلى أن المشاهد كان يجد مقاومة عند دخوله الفيلم من بعض الجماعات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان المسلمين، كما أن الفيلم لم يلقى أى عروض شراء من الخارج لخوفهم من عرضه، وأن بعض دور العرض في مصر تخوفت من عرضه حتي لا تقوم الجماعات الإسلامية بتحطيمها مؤكدًا أنه حصل علي عائد إنساني ووطني عند إذاعته علي شاشات التلفاز بل إن الناس تعتبره الآن وثيقة. وأكد حامد أنه يعمل على استكمال الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" والذي يروى المرحلة الأخطر في حياة الجماعة بعد رحيل حسن البنا، وتمكن الجماعة من المجتمع المصرى في ظل رعاية وحماية حكومات مصرية متعاقبة فقد أعطاهم الرئيس الراحل السادات ترخيصًا حتي قتلوه. والجزء الثاني يتعرض لهذه الأشياء الدقيقة، مشيرًا إلى أنه سينهي أحداث المسلسل بأحداث اليوم الذي سينتهي فيه من كتابة الحلقات لأنه كان مقررًا كتابة ثلاث أجزاء لكنه سيضم جزءان فقط وذلك بسبب حالته الصحية، وأن أطباء القلب نصحوه بعدم التعرض لأى انفعالات وهذه المهنة هي مهنة الانفعالات وما نراه الآن من أحداث "تفرس وتنقط " بحسب تعبيره.