حمّل مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ثقافة الحكم الشمولي في بغداد مسئولية ما تعيشه البلاد حاليًا وقال: "للأسف، العراق يتفكك"، مشيرًا إلى أن العملية السياسية "توشك أن تفشل"، ومعترفًا بأن "التعايش بين المكوّنات يكاد يكون منعدمًا". وفى حوار أجرته معه صحيفة "الحياة اللندنية" أكد بارزانى وجود خطر كبير يحدق بوحدة العراق، وقال "بالتأكيد، العراق يتفكك، كنا نتمنى أن تكون الصورة مختلفة، ولكن علينا التعامل مع الوقائع والحقائق، هناك حالة عارمة من عدم الاستقرار، والإرهاب يستشري في المناطق الغربية من البلاد، فضلاً عن وجود مدن خارج سيطرة الحكومة، والإرهابيون يمارسون نشاطهم في شكل علني". وأضاف رئيس إقليم كردستان أنه لا توجد قناعة أو إيمان بالديمقراطية وقبول الآخر، ولا تزال ثقافة الحكم الشمولي هي الثقافة السائدة، مشيرًا إلى أن هذه الثقافة هي السبب في عدم تطبيق الدستور، وفي دفع العراق نحو التفكك، والحيلولة دون تنفيذ الاتفاقات، والتباعد بين أطياف الشعب العراقى. وعن العلاقات السنّية- الشيعية، قال بارزاني "للأسف الشديد هذا النزاع قديم وجديد أيضًا، النزاع موجود، والمطلوب سياسات عاقلة تلجمه بدلًا من أن تؤججه، فقبل وقت قصير شهدت محلة بهرس في منطقة ديالى، وبعقوبة عمليات تطهير مذهبي بشعة، عمليات تطهير بكل معنى الكلمة، وحصلت مجازر. وأوضح بارزاني أن التفكك يتعمّق أيضًا في سوريا مستبعدًا عودتها إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث فيها، مضيفًا "أعتقد أن هذه العودة أمر مستبعد وشديد الصعوبة، فلا أعتقد أن العودة إلى الماضي ممكنة". ورأى بارزاني أنه ما لم تعتنق الدول ذات التركيبة المتنوعة مبادئ الديمقراطية والتعايش والشراكة، فإن "كل الكيانات التي اصطُنِعت بعد الحرب العالمية الأولى يُمكن أن تتفكك وتعود إلى أحوالها الطبيعية". ونفى تقديم أي مساعدات عسكرية للأكراد في سوريا، مشيرًا إلى أنه نصحهم منذ اللحظة الأولى بعدم الانخراط في القتال. وانتقد بارزاني بشدة قول المالكي "أنا وليّ الدم" و"الدّم بالدّم"، إثر قيام ضابط كردي في بغداد بقتل صحفي، وقال "الجريمة مدانة ويجب أن يُحاكم الفاعل، ولكن من المؤسف أن يتفوّه رئيس الوزراء بمثل هذا الكلام". وتساءل بارزاني "مَنْ هو وليّ الدم إذن لأربعمائة أستاذ جامعي اغتيلوا في السنوات الأخيرة.. ولضحايا حملة الأنفال وحلبجة ولثمانية آلاف بارزاني. نحن طوينا صفحة الثأر والانتقام، فلماذا العودة إلى اللغة القديمة؟". وأعرب عن أمله فى أن تجرى الانتخابات، مشيرًا إلى توقعه بحدوث تغيير، ونحن مع إجرائها في موعدها، موضحًا أن التغيير ممكن إذا اتفقت كل القوى على برنامج معين.