انتقدت رئاسة إقليم كردستان العراق اليوم الثلاثاء تصريحات ومواقف بعض الشخصيات السياسية في الحكومة الاتحادية حول حادثة مقتل الإعلامي محمد بديوي، مما تسببت بخلق أجواء من القلق لدى الشارع العراقي. وجاء في بيان لرئاسة إقليم كردستان اليوم الثلاثاء ، أن رئاسة الإقليم تبدي أسفها وحزنها وتعاطفها لمقتل الأكاديمي والصحفي الدكتور محمد بديوي الذي فقد حياته في حادث مؤسف بمدينة بغداد يوم السبت الماضي، مضيفا "إننا كنا نأمل أن لا يخرج الموضوع عن إطاره القانوني وضرورة أن يؤدي القانون والسلطة القضائية دورهما المحايد بعيدا عن تدخلات السياسيين". وتابع البيان حسبما جاء بوكالة أنباء "الشرق الأوسط"، أن التصريحات ومواقف بعض الشخصيات السياسية العراقية بعد الحادث تسببت في خلق أجواء من القلق لدى الشارع العراقي اتسمت بتهديدها للسلام والتعايش بين المكونات العراقية وتعميق الخلافات وخلق الفتنة وشق الصفوف بين المواطنين، مشيرا إلى أنه يجب عدم السماح لأي شخص أو طرف إحداث شرخ في التآخي بين المكونات العراقية والمتاجرة بقضية الدكتور محمد بديوي. وأضاف البيان، أنه من المؤسف أن يستخدم رئيس الوزراء نوري المالكي كلمات غريبة وغير لائقة " كالدم بالدم" وهي بعيدة كل البعد عن مبادئ سيادة القانون وإدارة الدولة وثقافة التعايش والديمقراطية، فقد قتل الكثير من المواطنين خلال السنوات الماضية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة وتجاوز بعض الأطراف، كما اغتيل 400 أستاذ جامعي ولم نر أحدا يتولى مسؤولية حياتهم أو تحرك السلطة ساكنا لكشف الجناة. وتابع البيان، إذا كان المتحكمون في السلطة ينظرون إلى الأحداث بهذا المنطق، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها من ذات الزاوية وهي من يتحمل دم خمسة آلاف شهيد في حلبجة و182 ألفا من ضحايا الأنفال، مشيرا إلى أن الشعب الكردي ومع تضحياته الكبيرة لم يقل يوما أن " الدم بالدم ". وشدد البيان، على ضرورة أن يؤدي القضاء دوره والحكم في هذا الملف بعيدا عن رغبة بعض السياسيين غير المشروعة، وان لا يسمح للأصوات النشاز استغلال هذا الحادث، مضيفا أن إقليم كردستان ومواطنيه قرروا العيش بتآخي وتالف وإذا كان حكام بغداد لا يريدون هذا التآخي ويختلقون المشاكل بشتى الذرائع فليأتوا لنجلس معا وننهي هذه العلاقة المليئة بالمشاكل. وكان احد ضباط اللواء الرئاسي قد أطلق النار على الأستاذ الجامعي في جامعة المستنصرية ومدير إذاعة العراق الحر محمد بديوي في مدخل الجادرية ببغداد المؤدي إلى مقر رئاسة الجمهورية أثر مشادة كلامية فارداه قتيلا في الحال. فيما وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باعتقال الضابط ثم توجه بنفسه إلى مكان الحادث، وقال "أنا ولي الدم، ويجب أن يسلم القاتل للقضاء"، مهددا بان "الدم بالدم" في إشارة إلى أن القاتل يجب أن يعدم.