موضوعات مقترحة المنتخب "سري جدًا" في المغرب انفراجة فى الاتحاد السكندرى الأهلى.. سهرة فى السلام كان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي الذي لا نزال نحتفل بمرور نصف قرن على رحيله له عديد الكتب الهامة ومنها كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي كتبه وعمره عند كتابته حوالى خمسين عامًا, أي في ذروة نضجه العقلي. وفي هذا الكتاب وصف فيه نوع "المستقبل الثقافي" الذى يحلم به لمصر المستقلة وفيه يتحدث طه حسين في هذا الكتاب عن مجموعة من القضايا التي من شأنها أن تنقل الدول من مرحلة التخلف والتدهور إلى مرحلة الحداثة ومنافسة الدول المتقدمة، فتحدث عن أهمية المدارس والتعليم والجامعات. ومن هنا فهو من أوائل من تحدث عن دور الثقافة في التقدم. وفي مطلع التسعينيات من القرن العشرين تجدد الاهتمام على نحو كبير من أخذ الثقافة كعنصر أساسي في تحليل النمو.. وقد بدأ الاهتمام بالثقافة ينتعش من جديد خلال الثمانينيات باعتبارها إحدى المتغيرات للتفسير. ولعل أهم وأبرز إسهام في عملية الإحياء هذه وأكثرها إثارة للجدل هو كتاب لورانس هاريزون الذي حمل العنوان التالي "التخلف حالة عقلية - حالة أمريكا اللاتينية". واستخدم كتاب هاريزون دراسات حالة متوازية لإثبات أن الثقافة في الغالبية العظمي من أمريكا اللاتينية كانت العقبة الأولى والأساسية على طريق التطور. وأثار تحليل هاريزون عاصفة من الاحتجاجات من جانب الاقتصاديين والخبراء لشئون أمريكا اللاتينية والمثقفين في أمريكا اللاتينية. لكن بدا كثير من هؤلاء خلال السنوات التالية يرون أن دراسته تتضمن عناصر صائبة وصحيحة. واتجه العلماء الاجتماعيون أكثر فأكثر إلى العوامل الثقافية لتفسير عمليات التحديث والمقرطة السياسية والإستراتيجيات وسلوك الجماعات الأثنية والانحيازيات. وقد برزت مجموعة من المثقفين لعبت أدوارًا رئيسية في بعث الثقافة. حيث برزت آراء باحثين يرون أن الثقافة مؤثر كبير وليس وحيدًا في السلوك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وكذا من يدعون إلى تفسيرات كلية شاملة من أمثال المتحمسين للمصلحة الذاتية المادية بين رجال الاقتصاد. أو "للاختيار الرشيد" بين علماء السياسة، وللواقعية الجديدة بين الباحثين في شئون العلاقات الدولية. ولعل أحكم الكلمات عن مكان الثقافة في شئون البشر هي كلمات دانييل باتريك موينيهان الذي قال "الحقيقة المحورية المحافظة هي أن الثقافة وليست السياسة، هي التي تحدد نجاح المجتمع. وأن الحقيقة المحورية الليبرالية هي أن الثقافة يمكنها أن تغير ثقافة ما وتحميها من نفسها". وطرحت إحدى الدراسات التي قامت بها أكاديمية هارفارد للدراسات الدولية والإقليمية سؤالين: الأول إلى أي حد تصوغ العوامل الثقافية التطور الاقتصادي والسياسي. والثاني كيف يمكن إزاحة أو تغيير العوائق الثقافية التي تعيق التطور الاقتصادي والسياسي حتى يتسنى تيسير عملية التقدم؟. وهذه الدراسة تركز على الثقافة كمتغير مستقل أو تفسيري وإذا ما كانت العوامل الثقافية تؤثر بالفعل في التقدم البشري وتعيقه في أوقات ما، إلا أن عديد المثقفين معنيون أيضًا بالثقافة كمتغير تابع من حيث هي الحقيقة الثانية حسب رأي موينيهان كيف لجهد سياسي أو غير سياسي أن يغير أو يزيح العوائق السياسية من طريق التطوير الاقتصادي. ويمكن للتطوير الاقتصادي أن يغير الثقافات. ويمكن أيضًا للمجتمعات أن تغيير ثقافتها استجابة لصدمة كبرى. مثال ذلك أن التجارب الكارثية التي عانت منها ألمانياواليابان في الحرب العالمية الثانية أدت إلى تحول اليابانوألمانيا من أكبر دولتين عسكريتين في العالم إلى مجتمعين من أكثر المجتمعات إيمانًا بالسلام. د. عبدالعظيم محمود حنفي