برنامج تدريبي لتعزيز قدرات وكفاءة 1695 معلم رياض أطفال بالإسكندرية (صور)    الأولوية في التخصيص لهذا الفئات.. «الإسكان» تكشف تفاصيل بدء تنفيذ قانون الإيجار القديم وإطلاق منصة إلكترونية    حلمي النمنم: الإخوان على علاقة تاريخية بإسرائيل ومصر أفشلت مخطط التهجير    نتنياهو : الصفقة الجزئية أصبحت من الماضي وأريد إنهاء الحرب في غزة بشروط    16 قضية جنائية.. مذكرة اعتقال ل السيدة الأولى السابقة في كوريا الجنوبية (تفاصيل)    «شخص ما أبعدني».. دوناروما يعلن رحيله عن باريس سان جيرمان    عقبة أخيرة تنتظر مورينيو.. فنربخشة يتخطى فينورد في تصفيات دوري أبطال أوروبا    رحلة تهريب الممنوعات من الصين.. شهادة مفتش مكافحة المخدرات تكشف نشاط عصابة سارة خليفة (مستندات)    نقابة العلوم الصحية: تكليف خريجي المعاهد خطوة لتعزيز المساواة    الهيئة العامة للرقابة المالية تنعي وزير التموين الأسبق الدكتور علي المصيلحي    استطلاع: تراجع شعبية ميرز وصعود «البديل من أجل ألمانيا» لصدارة المشهد السياسي    تقارير.. مانشستر سيتي يتواصل مع دوناروما لانقاذه من باريس سان جيرمان    مسؤول أوروبي: الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتحسين القرارات البشرية    عيد مرسال: مصر تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني    الدحيل يحسم مواجهة مثيرة أمام أصفهان في دوري أبطال آسيا    «مستخدمو اليد اليسرى».. يدفعون الثمن في يومهم العالمي    «خاتم ألماظ» .. آية سليم تكشف تعرضها للسرقة في مطار باريس    أمين الفتوى يكشف عن روشتة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في الفتوى    راغب علامة يكشف تفاصيل أزمة حفل الساحل خلال التحقيق بنقابة الموسيقيين    ما حكم ربط الحروف الأولى للأسماء بالرزق؟.. أمين الفتوى يجيب    من 3 إلى 5 سنوات.. الإخلال بفترة التباعد بين الحمل يؤثر على صحة الأم    وكيل صحة قنا يناقش إنشاء عناية مركزة للأطفال بقوص ويوجه بسرعة إصلاح جهاز الأشعة المقطعية    غدا.. الفرقة القومية للفنون الشعبية تقدم عرضا بمدينة المهدية ضمن فعاليات مهرجان قرطاج بتونس    مسئول بوزارة السياحة والآثار: الوزير وعد بمراجعة سعر تذكرة المتحف المصري الكبير.. و11 فئة تدخل مجانا    خالد عبدالعزيز يكرم رائد الإعلام العربي فهمي عمر    حكم الوضوء لمريض السلس البولى ومن يعاني عذرا دائما؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    تصاعد الصراع وكشف الأسرار في الحلقة الرابعة من "فلاش باك".. أول ظهور ل خالد أنور    نجوى كرم: أتمنى تقديم دويتو مع صابر الرباعي (فيديو)    ريال مدريد يرفض إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة في أمريكا    الرقابة الصحية (GAHAR) تطلق أول اجتماع للجنة إعداد معايير "التطبيب عن بُعد"    الحسيني وهدان يتوج بذهبية الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    ما الحكمة من ابتلاء الله لعباده؟.. داعية إسلامي يُجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    منسقة الأمم المتحدة: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يعكس اهتمام مصر بالرياضة كقوة ثقافية ومحرك للتنمية    ضبط سائق لحيازته 53 ألف لتر سولار بدون مستندات تمهيدًا لبيعها بالسوق السوداء في الأقصر    طريقة عمل البصارة على أصولها بخطوات سهلة وأرخص غداء    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية العادية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    برلماني: توجيهات الرئيس لبناء إعلام وطني ضمانة لمواكبة التطورات العالمية    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير الكويت: لن ننعم بالسلام ما لم تتخلى إسرائيل عن نزعتها العدوانية
نشر في بوابة الأهرام يوم 25 - 03 - 2014

تنشر "بوابة الأهرام" كلمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية المنعقدة بالكويت، والتي قدم فيها التهنئة لمصر على ما حققته من بنود خارطة الطريق، مؤكدا دعم بلاده لمصر لتعود لدورها الريادي في المنطقة.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
السلامُ عَليكُمْ ورَحْمةُ اللهِ وبَركاتُه
أُحييكُمْ تَحيةً أُخوِيةً صادِقةً ، وأُرَحبُ بِكمْ إِخوةً كِراماً وُضيُوفاً أَعِزَّاءً في بَلدِكُمْ الثاني دَولةِ الكُويتْ، شاكراً لَكُم تلبِيتَكُم دعوتَنا لِحُضورِ أَعمالِ الدَّورةِ الخامِسةِ والعِشرينَ لِلقِمّةِ العربية ، والَّتي تُعَبِرُ عنْ حِرصُكُمْ على التواصُلِ لِلعَملِ في إطارِ جَمعِنا العَربي ، وتُجَسِّدُ قَناعتَكُم في أَهميةِ دَعمِ وتعزِيزِ عَملِنا العَربِي المُشترك ، ولا يَفُوتُني هُنا الإِشادةِ بِما بَذَلتْهُ دَولةُ قَطرْ الشقيقةِ بِقيادةِ أَخي صاحبِ السُموِ الشَّيخِ تِميم بِنْ حَمدْ آل ثاني مِنْ جُهودٍ مُقَدَّرةٍ ومُتابَعةٍ حَثيثَةٍ لأَعمالِ قِمَّتِنا في دَورَتِها السَابِقةِ ، وما نَتَجَ عَنْها مِنْ قَراراتٍ أسهمتْ فِي دَعمِ عَملِنا العَربيِّ المُشترك .
أَصحابَ الفَخامَةِ والسُمُو
تَنْعقِدُ أَعمالُ قِمَّتِنا هذهِ في ظِلِ إِستمرارِ الظُروفِ الدَّقيقةِ والصَّعْبةِ الَّتي يَمُرُ بِها العالمُ ومَنْطِقتِنا، وما تُمَثِلُهُ مِنْ تزايُدٍ فِي التَّحَدِياتِ والمَخاطِرِ الَّتي نُواجِهُها ، مِما يَفْرُضُ عَلينا مَسؤُولِياتٍ جِسامٍ فِي بَذْلِ مَزِيدٍ مِنْ الجُهْدِ وتكْثِيفِ المُشاوراتِ لِمُراجَعةِ وتَقييمِ ما تَمَّ إِتخاذِهِ مِنْ إَجراءاتٍ وإستشرافٍ لآفاقِ المُسْتقبَل لِتحديدِ مَساراتٍ تُضْمِنُ لَنا النُهُوضَ بِعملِنا العَربِّي المُشترَك، والإِرْتِقاءَ بِهِ إلى مُسْتَوى الطُمُوح ، وبِما يُحَقِقُ آَمالَ وتَطَلُعاتِ شُعوبِنا في الأمنِ والرَّخاءِ والإِزْدِهار.
إَننا مَدْعُونَ اليَومَ إِلى البَحثِ فِي الأُسُسِ الَّتي يَنْطَلِقُ مِنْها عَملُنا العَربي المُشْتركِ ، وإِيجادِ السُبُلِ الكَفيلَةِ بِتعزيزهِ وتَوطِيدِ دَعائِمهِ مِنْ خِلالِ النَأْيِّ بِهِ عَنْ أَجواءِ الخِلافِ والإِخْتِلاف ، والتَّرْكيزِ عَلى عَوامِلِ الجَّمْعِ في هَذا العَمل .
ولَنا أَيُها الإِخْوةُ في تَجربةِ القِمَمِ النَوْعِية ، مَا تَحَقَّقَ لَها مِنْ نَجاحٍ مِثالاً يُدَلِلُ بِوضُوحٍ على سَلامةِ هذا النَّهْج ، حَيثُ أَنَّ مَا حَقَّقَتهُ القِممُ الإقْتصاديةُ العَربيةُ مِنْ نَجاحٍ كَبيرٍ لاَمسَتْ نَتائِجُهُ إحْتياجاتِ أَبْناءِ أُمَّتِنا وَعَمَلتْ عَلى تَحْقيقَها ، يُؤَكِّدُ سَلامَةَ تَوَجُهِنا ودِقَّةَ رُؤيَتِنا وصَوابَ تَفْكيرِنا، الأَمْرُ الَّذي يَجَعلُنا نَبْحثُ عنْ آَفاقٍ أُخْري جامِعةٍ تُعزِّزُ وِحدَتنا وتُقرِّبُ بينِ شُعوبِنا .
أَصحابَ الفَخامةِ والسُمو
دعُوني أَتحدَّثُ إِليكُمْ بِصراحَةٍ حوْلَ أَمْرٍ مُحْزنٍ يَحتاجُ مِنا إلى وَقْفةٍ صادِقةٍ وجُهْدٍ مُخلِصِ لإِنهائِه ، أَلا وهوَ الخِلافاتُ الَّتي إتَّسعَ نِطاقُها في أُمَّتِنا العربية ، وباتَتْ تَعْصِفُ بِوجُودِنا وقِيمِنا وآمالِنا وتَطَلُعاتِنا ، إِنشَغلنا مَعها على حِسابِ تَماسِكُنا وقُدْرتُنا على مُواجَهةِ التحديات .
إِننا مُطالبُونَ في نَبْذِ هَذه الخِلافات ، والسَّعيِ الجادِ لِوحدةِ الصَّفِ وتوحيدِ الكلِمة ، والعَملِ معاً في إِطارِ ما يَجمعُنا ويَتجاوزُ التَّباعُدَ بينِنا ، فالأخْطارُ كَبيرةٌ مِنْ حولِنا ، ولنْ نَتمَكنَ مِنْ الإِنطِلاقِ بِعمِلنا الْعربِّي المُشتركِ إلى المُستوى الطَمُوحِ دُونَ وِحدَتَنا ونَبْذِ خِلافاتِنا .
إن مَساحةَ الاتفاقِ بيننا أَكبرُ مِنْ مَساحةِ الإختلافِ ، وعلينا أَن نَستثمرَ هذه المساحةِ من الإتفاقِ وأَن نَعملَ في إطارها الواسعِ لنرسُمَ لنا فَضاءً عَربياً حافِلاً بالأملِ والانجاز حتى نُحقِقَ الإنطلاقةَ المنشودةَ ونكونَ قادرين على المُضي قُدماً بعملِنا العربي المشترك ، فالدورانُ في فَلكِ الإختلافِ الضَيقِ سيُرهِقنا ويُبدِد وقَتنا ويُؤخرنا عَنْ اللحاقِ بآمالِنا.
أَصْحابَ الفَخامةِ والسُمو
إِننا نُدْرِكُ أَنْ عَملَنا العَربِّي المُشْتركِ لا يُمْكنُ لهُ أنْ يَسْتقيمَ دُون أنْ نُحقِقُ مُعدَّلاتِ التنميةِ المُستدامةِ الَّتي نِنْشُدُها لِشُعوبِنا ، والَّتي تُواجِهُ تَحدِياتٍ جَمّة لَعلَّ في مُقدِمَتَها ما سَيشْهَدَهُ العالمُ مِنْ شِحٍ في المِياه ، الأمرُ الَّذي يَجعلَنا مُطالَبينَ بِبَحثِ دِراسةِ ومَصادرِ توفيرِ هذا العُنْصرِ الهَام ، وتعزِيزِها بِما يُضْمنُ استمرارِ تَدفُقِها ، وإِبعادِ شَبحِ الصِّراعِ والتَّوتُرِ عَنْ عالَمِنا والَّذي تُوحي بِهِ ولِلأسفِ مُؤشراتٌ عديدة.
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
نُعاني جَميعاً مِنْ ظاهِرةِ الإِرْهابِ الَّتي تصاعَدتْ مُؤخراً تَحتَ ذَرائِعَ وشِعاراتٍ مُخْتلِفةٍ دِينيةٍ وعقائِدية ، تَهْدفُ إلى قَتْلِ الأرواحِ البَريئَةِ وتَرويعِ الآَمِنينَ وتَعطيلِ التَّنمية ، والمُستهدَفُ هُو أَمنَ العالمِ وإستقرارهِ والبَشريةِ كَياناً ومُكتسبات .
لَقدْ نَبذَتْ الأْديانُ السَّماويةُ هذهِ الظَّاهرةِ البَغيضة ، وجَرَّمتْها القوانينُ لِتضَعُ على عاتِقِنا مَسئُوليةًً جَسيمةً في مُكافَحَتِها .
إِننا مُطالبُون بِمُضاعفةِ جُهودِنا ، والانْضمامِ إلى رَكْبِ الجُهودِ الدَّوليةِ الرَّاميةِ لِوأْدِ هذهِ الظَّاهرةِ الخَطيرةِ مَهْما كانَ شَكْلُها أو هَدفُها أو مَصَدرُها ، وتَخليصِ البَشريةِ مِنْ شُرورِها ، لِينْعمَ العالمُ بَالأمْنِ والاستقرار .
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
تَدْخُلُ الكارثةُ الإنسانيةُ في سُوريا عامَها الرَّابع ، حاصِدةً عَشراتِ الآلافِ مِنْ الضحايا الأبْرياءِ مِنْ الأشِّقاء، مُدَّمرةً كافةَ مَظاهرِ الحياة ، مُهَجَّرةً ما يُقاربُ نِصفَ تِعدادِ سُكانِ سُوريا في ظُروفٍ مَعيشيةٍ قاسية،
في كارثةٍ هِي الأَكبرُ في تاريخِنا المُعاصر ، ودَعُوني هُنا أنْ أتّوقفَ بِكلِ الأَسى والألمِ عِندَ التقريرِ الأخيرِ الَّذي أطْلقَتْهُ مُنظمةُ الأُممِ المُتحدةِ لِلطُفولةِ "اليُونيسيف" والَّذي أكَّدَ أنْ الكارثةَ في سُوريا قَدْ تَسبَبَت في ضَياعِ جِيلٍ كاملٍ، إذْ أنْ خَمسةَ ملايينَ وخمْسُمائةَ ألفِ طِفلٍ سُوريٍ يَعيشونَ في مَهبِّ الرِيح، وأنْ ثَلاثةَ ملايينَ طِفلٍ هَجرُوا مَدارِسهِم ، وأنْ مُعدلَ الضحايا مِنْ الأطفالِ هُو الأعْلى بينَ أي نِزاعٍ في وَقْتِنا الحاضر، إِننا أَمامَ واقعٍ أليمٍ وكارثةٍ إنسانيةٍ وأخْلاقيةٍ وقانونيةٍ لنْ تُجدي معها عِباراتُ التنْديد، ولنْ تنْهيها كَلماتُ الألمِ والحسرة ، فَالخطرُ مُحْدِقٌ والخَسائِرُ جَسيمةٌ ويَخْطُأُ منْ يَعْتقِدُ أنهُ بَعيدٌ عَنْ آثارَها المُدمِّرة ، والأيامُ أَثبتتْ بِأنْ خَطرَ هذا النِزاعِ المُدَمِّرِ قدْ تَجاوزَ الحُدودَ السُوريةِ والإَقليميةَ لِيُهدِّدَ الأمنَ والإستقرارَ في العالم ، وأمامَ هذا الواقعِ المَريرِ نُكرِّرُ الدَّعوةَ إلى مَجْلسِ الأمْنِ الدُّولي لِيُعيدَ لَلعالَمِ مِصْداقِيتهِ بإِعِتبارهِ الجِهةِ المُناطِ بِها حِفظِ السَّلمِ والأمْنِ الدُوليين، وأنْ يَسْمُوا أعضاؤُهُ فَوْقََ خِلافاتِهمْ لِيتمكَّنوا منْ الوُصولِ إلى وَضعِ حَدٍ لِهذهِ الكارِثة.
إَننا نَشْعُرُ بِمأساةِ أشِّقائَنا ونَعمَلُ جاهدينَ على التَّخفيفَ منْ وطْأتِها، إذْ إستجابتْ بِلادي الكُويتَ مَرةً ثانيةً لِنداءِ الأمينِ العامِ لِلأُممِ المُتَّحدة، فاسْتضافَتْ المُؤتَمرَ الدَّوْلِي الثاني لِدعمِ الوَضعِ الإَنسانِي في سُوريا، وقدْ تَمكَّنا بِفضْلٍ منْ اللهِ تَعالى ثُمَّ بِمُشارَكَتِكُم ومُشارَكةِ الدُولِ الصَّدِيقةِ الفَاعِلة، والسَّخاءِ المَعهودِ في الوُصولِ إلى الهدفِ الَّذي منْ أجْلهِ عُقِدَ المُؤتمر، لِنُساهمَ في التَّخفيفِ منْ مُعاناةِ أشِقائِنا ونُؤَكِّدُ لَهمُ وُقُوفِنا إلى جانِبِهم، وقدْ تمَّ تحويلِ كاملِ تَعهُداتِنا خِلالَ المُؤتمرِ إلى الوَكالاتِ والمُنظماتِ التابِعةِ لِلأُممِ المُتحدة، لِتُباشرَ بِدورِها الإِستفادةَ منْ تِلكَ المَبالغِ في تَوفِيرِ مُتطَلباتِ أشِّقائَنا.
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
مازالتِ العَقليةُ الإسرائيليةُ الرَّافِضةُ لِلسلامِ والمُقَوِضَةُ لِكافةِ الجُهودِ التي تُبْذَلُ لإِنجاحِ مَسيرتِه ، تِقِفُ عائِقاً أمامَ تَحقيقِ أهدافِ هذهِ المَسيرةِ الَّتي نَتِطلعُ إليها وذلكَ عَبْرَ إِصرارَها على بِناءِ المُستوْطَناتِ والانتِهاكاتِ المُتطَرِّفةِ الهادفةِ إلى السَّيطرةِ على المَسْجدِ الأَقْصى وتَغْييرِ مَعالِمهِ .
إِننا لنْ نَنْعمَ بِالاسْتقرارِ وبِالسَّلامِ ما لمْ تَتخلَّى إسرائيلُ عَنْ نَزْعتَها العُدوانيةِ وتَجْنحْ إلى السِلْم.
إنَّ السلامَ العادلَ والشامِلَ في المَنْطقةِ الَّذي نَتَطلَّعُ إليهِ جميعاً لنْ يَتَحققَ إلا منْ خِلالِ قِيامِ الدوْلةِ الفَلسْطينيةِ المُستقلةِ وعاصِمَتِها القُدسُ الشَّريف ، وُفْقَ مبادِئِ وقَراراتِ الشَّرعِيةِ الدُولية، ومَبْدأِ الأرْضِ مُقابِلَ السلام ، ومُبادرَةِ السَّلامِ العربية .
ومنْ هذا المِنْبرِ أُجَدِّدُ الدَّعوةَ إلى الأطْرافِ الدُوليةِ المَعْنيةِ بِعمليةِ السَّلامِ في الشَّرقِ الأوْسطِ لِتَحَّمُلِِ مَسؤُولِياتِها، والضَّغْطِ على إَسرائيلِ لِحَمْلِها على الإنْصياعِ لِكافةِ قَراراتِ الشَّرْعيةِ الدُّولِيةِ وَوَقْفِ الإسْتيطان، مُشيدِينَ في هذا الصَّددِ بِجُهدِ الوُلاياتِ المُتَّحدةِ الأمْريكيةِ ودَوْرِها بإسْتِئْنافِ التَّفاوُضِ لِعمليةِ السَّلامِ في الشَّرْقِ الأوْسط .
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
نُجَدِّدُ الدَّعوةِ إلى الأصدقاءِ في إيرانَ إلى مُواصَلةِ تَنْفيذِ التَعهُداتِ الواردةِ في الاتَّفاقِ المبْدئِّي الذي وُقِّعْ ، والَّذي تَضْمَّنُ خِطةُ العَملِ المُشتَركِ التي وَقَّعتْها مَجمُوعةِ 1+5 ( خمسة زائد واحد ) وإيرانَ في 24 نوفمبر 2013 بإشرافِ الوَكالةِ الدُولِيةِ لِلطاقةِ الذَّرِية ، وذلكَ لِتبدِيدِ القَلقِ لَدى دُوَلِ المَنْطقةِ بِشأْنِ بِرنامَجِها النَّوَوِي ، وبِما يُعزِزُ ثِقَةَ المُجْتمعِ الدُولي ، ويَبْعِدُ كافةَ مَظاهرِ التَّوتُرِ عنْ مَنْطقتِنا ، لِنِنْعَمَ بالإستقرارِ ونُركِزَ جُهودَنا في تَحقيقِ تَطلعاتِ شُعوبِنا .
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
نُهنِّئُ الأشِّقاءَ في اليَمنْ على ما حَقَّقَهُ مُؤْتمرُ الحِوارِ الوَّطنِي منْ توافُقٍ وطنيٍ يُعدُ خُطوةً ضَروريةً في هذهٍ المَرْحلةِ الدَّقيقة ، سَتُسْهِمُ في تَحقيقِ الأمْنِ والإستقرارِ والإزْدهارِ الَّذي يَأْتي مُنْسجِماً معَ أهدافِ المُبادرةٍ الخليجيةِ المُجسَّدةِ لِلحِرصِ على وِحْدةِ الجُمهوريةِ اليمنية ، وإحترامِ خَياراتِ شَعْبِها الشَّقيق .
أَصحابَ الفخامةِ والسُمو
نُهنِّئُ الأشِّقاءَ في جُمْهوريةِ مِصرِ العَربيةِ على ما تَحَقَّقَ منْ خُطُواتٍ مُهِمةٍ في تِنْفيذِ خارِطَةِ الطَّريقِ بِما يُحَقِّقُ الأمْنَ والاستقرارَ في رُبُوعِ هذا البَلدَ العَزيزِ لِيعوُدَ لِمُمارَسةِ دَوْرهِ الرَّائِدِ تْجاهَ قَضايا أُمتَنا العَربية ، مُتمَنينَ لَهُم التَّوفِيقِ والسَّدادِ في تَحْقيقِ تَطلُعاتِ شَعبِهمْ الشَّقيقِ بِالإستقرارِ والازْدهار.
ونُهَنَّئُ الأشّقاءَ في لُبنانَ على تَشْكيلِ الحُكومةِ اللُبنانيةِ الجَديدةِ والّتي تَأْتي إسْتحقاقاً مُهِماً في هذهِ الظُروفِ الدَّقِيقة ، لِتَتَمَكنُ مِنْ مُمارَسةِ مَهامِها في كُلِّ ما مِنْ شَأْنهِ إستقرارِ لِبنانْ وتَحْقيقِ تَطَلُعاتِ شَعبِهِ الشَّقِيق.
كَما نُهَنِّئُ الأشَّقاءَ في تُونِسْ على إَقْرارِ الدُستُورِ الجَدِيدِ لِيَرْسُمً مَرْحلةً جَديدةً تُجَسِّدُ حِرْصَ الأشَّقاءِ على تَحْقيقِ الإسْتقرار ، والتَّمَسُكَ بالدِيمُقراطيةَ والإنْطِلاقِ في العَملِ على إزْدهارِ بَلَدِهم وتنميته .
أَصحابَ الفخامةٍ والسُمو
أُجَدِّدُ التَرْحيبَ بِكُمْ ، مُتمَنياً لَكُمْ إِقامَةً طَيبةً ولأعمالِ قِمَّتَنا التَّوْفيقَ والسَّداد.
والسَّلامُ عَليكُمْ وَرحْمةُ اللهِ وبَركاتُه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.