بالطبع مع مرور أكثر من 5 عقود على الاحتفال بعيد الأم وتخصيص يوم 21 مارس مناسبة للاعتراف بالحب والعرفان والتقدير لست الحبايب، اختلفت مظاهر الاحتفال والهدايا من الخمسينيات وحتى الآن فى القرن الحادي والعشرين. "الأم فى مسيس الحاجة إلى ضياء عينيها.. عبر عن محبتك لها فى يوم عيدها بإهدائها نظارة تحفظ نظرها سليمًا قويًا".. كان هذا نموذجا للإعلان عن أحد هدايا عيد الأم عام 1956 وهو العام الذى تم الاحتفال فيه بعيد الأم للمرة الأولى. وكانت الهدايا فى هذا الوقت من الممكن ان تكون عبوة حلويات، وكان هناك طقم كاكاو ماركة "ذهب لاطة" وعليه إمضاء لويس الخامس عشر، وكان سعره بعد التخفيض 575 قرشا بدلا من 750 قرشا. وكان سعر تابلوه حائط كبير بالزيت 105 قروشا بدلا من 250 قرشا، وكان من بين الأفكار الطريفة فى الإعلانات فى هذا الوقت لهدايا عيد الأم -وفقا لأرشيف جريدة الأهرام فى عدد يوم 19 مارس عام 1956- إمكان استبدال جهاز الطهي القديم ببوتا جاز ذي طراز حديث، وبشروط مغرية وتسهيلات فى الدفع. وكانت الهدية من الملابس عاملا مشتركا بين أيام الزمن الجميل والآن، فكان من الممكن أن تشترى هدية فستان جاهز أنيق من الصوف الفاخر أو بياضات ومفروشات، وأدوات الزينة لتقديمها فى عيد الأم. وقامت "بوابة الأهرام" بعمل جولة ميدانية هذا العام لقياس مدى الإقبال علي هدايا عيد الأم وأفكارها، وكيفية الاحتفال به في شوارع وسط البلد بالقاهرة. فقالت نها أحمد، بائعة في محل ملابس، إن الإقبال هذا العام ضعيف جدا، مقارنة بالسنة الماضية، وإنهم يضطرون لخفض أسعار الملابس عن سعرها الأساسى، وأوضح محمد المصطفي تاجر ملابس، أن الإقبال منخفض بسبب الأسعار المرتفعة والتي تضاعفت هذا العام، بالإضافة لأن المواد خاماتها ضعيفة، مؤكدا أن الإقبال يكون متزايدا على العبايات الحريمى والطرح والأخمرة. فيما أكد مواطنون داخل الأسواق أنهم لم يشتروا هدايا هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، فما كان سعره 25 جنيها العام الماضي أصبح هذا العام ب 50 و75 جنيها بأسعار مضاعفة ومنتجات غير جيدة. فيما أكد محسن ماجد، بائع إكسسوارات حريمي، أن الإقبال ضعيف جدا علي الرغم من وجود تخفيضات، لافتا إلى إنه لا يوجد فائدة فالسوق تعاني من حالة ركود ويمر عيد الأم وكأنه يوم كبقية الأيام. ِ وعلي العكس، قال عماد السيد تاجر أدوات منزلية، إن مبيعات الأجهزة المنزلية شهدت انتعاشا يتجاوز 15%، خلال الأسبوع الحالي، مقابل نفس الفترة من الشهر الماضى، وإن التجار استعدوا مبكرا للعيد بتخفيض الأسعار لجذب العملاء. وأضاف عماد أن الإقبال هذا العام شديد، وأرجع ذلك إلي أنه لجأ لبيع أنواع جديدة من البضائع؛ مما ساعد علي الإقبال بشكل كبير هذا العام. وقال أشرف ثابت صاحب محل ذهب، إن بعض المحلات قامت بإعداد تشكيلة جديدة لعيد الأم، تكون قليلة في العيارات حتي يكون ثمنها منخفضًا.