صدرت موخرا عن الدار المصرية اللبنانية الطبعة الثانية من رواية "هنا القاهرة" للروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد فى 504 صفحات من القطع المتوسط. وصدرت الطبعة الأولى من الرواية قبل نحو شهر خلال الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة للكتاب. ويعود الكاتب في الرواية إلى السبعينيات، التي يعتبرها التحول الكبير في الحياة المصرية إلى الخلف وبداية التخلص من الإنجازات المصرية لثورة يوليو وللفترة الليبرالية السابقة عليها، حيث دفع النظام الحاكم إلى الواجهة بالجماعات التي تسمي نفسها دينية والتي وصلت مع النظام عبر سنوات حكم السادات ومبارك إلى ما نحن فيه. لكن الرواية التي يبدو ذلك هو خلفيتها تغوص بنا في الحياة الخاصة لأبطالها مع القاهرة بالليل والنهار، جنونهم وصبواتهم وقصص حبهم، التي امتدت من الشوارع إلى الزنانزين. الخيال هنا والتخييل هو الملمح الجميل الذي يجعل القارئ لايترك الرواية من يده مندهشا مما يرى أمامه من غرائب تتجاوز ما هو واقعي الي ما هو انساني عابر للأزمان. تمتد أحداث الرواية إلى أماكن أثيرة في القاهرة مثل روكسي وحدائق القبة ودير الملاك ووسط البلد و القاهرة القديمة وكذلك تمتد إلى الجيزة حين كانت الأراضي الزراعية على جانبي شارع الهرم وكيف حدث التحول في هذا كله الي العشوائيات والضوضاء ووسط ذلك كله كيف كان أبطال الرواية متفائلين يصل تفاؤلهم إلى درجة المرح واغتنام الفرص للبهجة.