"حالي توقف وشغلي اتعطل ، وكان لازم أعمل حاجة عشان أقدر أعيش وأكسب منها" .. هكذا تحدث ياسر أبوضيف ، شاب فى بداية الثلاثينيات ، حاله كحال كثيرين يعملون فى مجال السياحة التى ضُربت أخيرا ، فبعد توقف العمل فى مجال السياحة عقب أحداث "الثورة" وإجلاء الدول الأجنبية لرعاياها من مصر وتعطل العمل ، لجأ الكثيرون ممن يعملون فى هذا المجال إلى البحث عن عمل آخر، مؤقت ، لحين استقرار الأوضاع. ياسر ، كان واحدا منهم ، اضطر هو وشركاؤه إلى غلق "البازار" السياحي الخاص بهم ، وقاموا ببيع "التي شرتات" المطبوع عليها شعارات "للثورة المصرية" على أرصفة وسط البلد . يحكي ياسر ، خريج كلية الإعلام والذى فضل العمل فى مجال السياحة منذ أكثر من 10 سنوات، عن فكرة "التى شيرتات" قائلا "أنا كنت واحدا من الناس إللى شاركت فى الثورة فى ميدان التحرير ، ومأجر أنا واثنين من أصدقائي بازارا فى الحسين ، ولما الثورة قامت والمظاهرات انتشرت الإقبال على البازار بقى ضعيف جدا ، خصوصا لما البلطجية انتشروا والسفارات سحبت السياح ، توقف العمل تماما فى البازار" ، يضيف "والراجل صاحب البازار مش صابر على الإيجار ، فكرنا إننا نعمل حاجة لها علاقة بالثورة لأن ده موضوع الساعة ، ولأننا عندنا ، من الأساس ، مصنع صغير كنا بنستخدمه لطباعة الأشكال الفرعونية على التي شرتات للسياح ، بقينا نطبع عليها شعارات وأشكال للثورة ونبيعها .. يعنى أي حاجة لحد ما الدنيا تتظبط ، ندفع الإيجار للراجل علشان البازار مايضيعش وفى نفس الوقت نقدر نعيش لحد ما الشغل يرجع تاني". احتوت "التي شيرتات" على كلمات وصور مختلفة مثل "مصري وأفتخر" و"قمة على الثورة" و"بحب مصر" و "شباب ثورة 25 يناير" كما تضمنت بعض "التي شيرتات" على صور شهداء الثورة وعلم مصر بألوانه الثلاث . ويقف ياسر عارضا بضاعته على سيارته الخاصة "فيات 128" ، مناديا " التيشرت ب25 جنيها" ، متحفظا عن التحدث عن تكلفة "التي شيرت" الأصلية ، قائلا " التي شيرت بيبقى قطن عادي أبيض أو ألوان وبنصمم إحنا بنفسنا بعض الأشكال والكتابات ، وفيه تصميمات تانية بناخدها من على الإنترنت وبنطبع التي شيرت ، وبنبيعه ب25 جنيها لأننا بنعطى مساحة للناس تفاصل لحد 20 جنيها ، لأن مفيش حد بيشتري من غير فصال فعملنا حساب كده ، لكن لوقلت التكلفة الأصلية الناس هاتفاصل أكتر ومش هانكسب حاجة " ، مضيفا "مكسبنا بيكون واضحا بجد لما الإقبال بيبقى كتير على البضاعة ، والحمد لله الدنيا ماشية" ، مؤكدا "مفيش أي مانع إننا نستمر فى الشغلانة دي بجانب شغلنا الرئيسي لما الأوضاع تتحسن ، خصوصا أن الأجانب كمان مهتمون جدا بشراء تي شيرتات الثورة ، وبيتهيأ لي إن السياح بعد كده مش هيهتموا بالفرعوني أكثر من ثورة 25 يناير ".