بعد طول انتظار دام 10 شهور كاملة نجح تمام سلام فى تشكيل الحكومة الجديدة خلفًا لنجيب ميقاتى. وقد أصدر رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان، مرسومًا بقبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، وتسمية تمام سلام رئيسًا لمجلس الوزراء، وتشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيرًا. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد كلف تمام سلام في 6 أبريل العام الماضى بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد أن حصل على 124 صوتًا من 128 عدد أعضاء مجلس النواب خلال المشاورات النيابية الملزمة. لكنه ظل يكافح من أجل تشكيلها، بسبب عدم وجود اتفاق بين الأطراف وظل واقفًا لم يجلس على كرسى رئيس الوزراء طيلة هذه المدة. تضم حكومة تمام سلام مهندسًا مدنيًا هو جبران باسيل وزيرًا للخارجية والمغتربين، والذي حصل في عام 1992 على شهادة الهندسة المدنية، وهو زوج كريمة العماد ميشال عون. وكذلك أستاذ الكيمياء حسين الحاج حسن وزيرًا للصناعة، ومدرسًا للتاريخ هو أكرم شهيب وزيرًا للزراعة ولواء شرطة أشرف ريفي وزيرًا للعدل، والذى كان مديرًا لقوى الأمن الداخلى. كما ضمت أيضًا الكاتب الصحفى، نهاد المشنوق وزيرًا للداخلية والبلديات وسجعان قزي وزيرًا للعمل، وهو إعلامي أما وائل أبو فاعور وزير الصحة فهو خريج إدارة الأعمال فى الجامعة الأمريكية. اختيار الوزراء فى لبنان لا يخضع للتخصص وإنما للطائفة والضغوطات، فربما كان أنسب الأسماء لمنصب وزير الداخلية هو أشرف ريفى، لكن المعارضة تتحفظ على عودته إلى الداخلية وكان الحل فى نهاد المشنوق. كما أن الصراع على بعض الحقائب الوزارية يشتد فى كل مرة وهذه المرة خرجت حقيبة الخارجية لأول مرة منذ سنوات طويلة من حصة "حركة أمل" وذهبت إلى التيار الوطنى الحر، حيث منحها العماد عون لزوج كريمته والذى تمسك به من قبل فى حكومة الحريري وزيرًا للاتصالات ثم وزيرًا للطاقة والآن وزيرًا للخارجية. جدير بالذكر أن تمام سلام سياسي لبناني ونائب ووزير سابق، وهو النجل الأكبر للزعيم الراحل صائب سلام الذي تولى رئاسة الحكومة مرات عدة بين عامي 1952 و1973. أطلق والده صائب سلام خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، التي تواجه فيها المسلمون والمسيحيون مدعومين من قوى خارجية، شعاري "لا غالب ولا مغلوب" و"لبنان واحد لا لبنانان"، ومد يده إلى المسيحيين بعد اغتيال بشير الجميل، مما سمح بانتخاب أمين الجميل شقيق بشير رئيسًا. عيّن تمام وزيرًا للثقافة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008. وتحالف مع سعد الحريري في انتخابات 2009 ودخل البرلمان مرة أخرى. وينتمي تمام إلى معسكر قوى 14 آذار كما يلتزم بكل مبادئها وسياساتها، وتتسم خطاباته بالهدوء والابتعاد عن الصدام.