اهتمت الصحف الخليجية في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، بالأزمة الإنسانية التي تعانيها الكثير من المدن السورية جراء الحرب الدائرة فيها مع تضاؤل الأمل، في توصل الجولة الثانية من مؤتمر "جنيف 2"، التي تبدأ اليوم، إلى حل ينهي هذه الكوارث. ففي الإمارات، قالت صحيفة الوطن، تحت عنوان "حمص تسرق أضواء جنيف"، إن الأزمة الإنسانية كانت حاضرة بقوة لدى المتابعين لكن الحل كان مستعصيًا، ففي الوقت الذي طالبت فيه المعارضة بفتح ممرات إنسانية رفض النظام بحث هذا الموضوع. كان "الفيتو" الروسي حاضرًا بمجلس الأمن لأن مثل هذا الأمر اعتبرته دمشق مدخلًا للتدخل الخارجي الذي سيكبر تباعًا مع الوقت وستجد أن ما مانعت حدوثه طوال فترة الأزمة، وما تخلله من تنازلات خاصة تسليم السلاح الكيميائي سيصبح أمرًا واقعًا فرضته الأحداث". وأشارت إلى أن أزمة محاصري حمص لم تكن الوحيدة فهناك مناطق أخرى لا تقل أهمية إنسانية عنها ومنها "عدرا العمالية"، التي ذكرت بعض الإحصاءات أن عدد المحاصرين المدنيين فيها يقترب من 100 ألف وهناك غيرها. واعتبرت أن تلك الأزمات التي لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية لقلة الأخبار جراء الحصار وعدم وصول أية معلومات موثقة يمكن الاعتماد عليها. وفي قطر، قالت صحيفة "الشرق" إنه عشية الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة، بعد 10 أيام على الجولة الأولى التي اختتمت دون أن تحقق أي اختراق يذكر أو التقدم خطوة إلى الأمام بما يساعد في حل الأزمة، لا تبدو في الأفق أي مؤشرات تدل على أن شيئًا إيجابيًا يمكن إنجازه هذه المرة خلال المحادثات. ورأت أن التصريحات التي تخرج من الجانبين ومن القوى الكبرى والجهات المعنية تشير إلى أن المواقف لاتزال متباعدة، خصوصًا وأن وفد نظام بشار الأسد لا يتقدم نحو الأجندة الحقيقية للمفاوضات المتعلقة ببحث سبل تنفيذ بنود "جنيف 1". من جانبها، أعربت صحيفة "الوطن" عن أسفها لتقاعس المجتمع الدولي في الضغط على النظام السورى, مضيفة أن الكارثة في سوريا ما زالت تكبر فيما لا يزال الكبار يتجاذبون أطراف المصالح، كما لا يزال المجتمع الدولي في تقاعسه عن الحسم. وفي سلطنة عمان، تحدثت صحيفة "الرؤية" عن انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات السلام "جنيف 2"، قائلة: "إن الواقع لا يبشر بقدر كبير من التفاؤل،حيث لا تزال الهوة بين جانبي التفاوض كبيرة وتحتاج إلى الثقة المتبادلة وتقديم قدر من التنازلات التى تتطلبها هذه المرحلة الحرجة من التفاوض والتي يعني فشلها دخول الأزمة في نفق جديد يصعب الخروج منه".