تحل بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لتنحي الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عن الحكم، وهي الذكرى التي اعتبرتها الكثير من القوى والحركات الشبابية، فرصة لتأكيد حضورها السياسي بالمشهد السياسي، إلا أن هناك هواجس البعض من تكرار مشهد إحياء ذكرى 25 يناير. وهو الأمر الذي جعل البعض من تلك القوى يتردد في النزول للشارع مرة أخرى. وقد تباينت آراء الكثير من الحركات الشبابية حول المشاركة في إحياء ذكرى تنحى مبارك الذي دعا لها عدد من الحركات الشبابية تحديدًا حركة شباب الاشتراكيون الثوريون الذين أكدوا على ضرورة إحياء هذه الذكرى لتذكير المصريين بدماء الشهداء التي سالت خلال ثورة يناير، في المقابل، رأى عدد من القوى الثورية الأخرى، عدم ضرورة إحياء تلك الذكرى، لكي لا تستغلها جماعة الإخوان وأنصارها في إشعال حالة من الفوضى داخل مصر، ومطالبين القوى الثورية بالاهتمام والتركيز السياسي في استكمال بقية استحقاقات خارطة الطريق، والاكتفاء بالاحتفال الذي أقيم في ذكرى 25 يناير ومن قبله بشهور في 30 يونيه، باعتبارهما الأكثر تعبيرًا عن الثورة المصرية. من أبرز القوى الشبابية التي تبنت هذا الموقف تكتل القوى الثورية وتمرد وتيار المستقبل والجبهة الحرة للتغير السلمي، فيما لم يحدد شباب جبهة الإنقاذ موقفهم السياسي من تلك المشاركة بعد، بالإضافة للسباب التقدمي. فمن جانبه، أكد محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية لبوابة الأهرام، عن رفض التكتل المشاركة في إحياء ذكرى تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، لعدم استغلالها من جانب المحظورة في إحداث حالة من الفوضى والتصادم مع قوات الأمن، مؤكدًا أن تركيزهم داخل التكتل حاليًا منصب على الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأضاف عطية، أنه لا داعي للتظاهر السياسي خلال الفترة الحالية نظرًا لما تواجهه الدولة من تحديات وأعمال إرهابية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، مشددًا على أن هناك مجموعات إرهابية تستغل تلك التجمعات، لتنفيذ أعمالها الانتحارية والإرهابية التي تستهدف مؤسسات الدولة. كما أكد عطية رفض التكتل، الدعوات التي صدرت من جانب الإخوان، ومؤيديها في تحالف دعم الشرعية للنزول للشارع وإحياء ذكرى تنحي مبارك قائلاً: إن كل من يضع يده في يد الإخوان ويشاركهم في تلك التظاهرات بمثابة خائن للوطن. واتفق مع هذا التوجه بقدر من التحفظ تيار المستقبل، حيث أكد ومن جانبه أحمد السكري عضو المكتب التنفيذي للتيار للبوابة، أن التيار لم يبحث حتى الآن فكرة إحياء ذكرى تنحي مبارك، لكن الأرجح عدم المشاركة فيها أن دعت إليها بعض الحركات الثورية، لأن الفترة الحالية حسب توصيفه، يختلط فيها الحابل بالنابل، مؤكدًا أن أهداف الثورة لن تتحقق بإحياء ذكرى المخلوع، وإنما بالمضي قدمًا في استحقاقات خارطة الطريق، وتمكين المواطنين من اختيار رئيس ذو أجندة ثورية تحقق ما فات، ويضع علي أولوياته أجندته السياسية محاربة نظامي المخلوع والمعزول، وتمكين الشباب من العمل السياسي. كما استنكر مجمد جمال النفراوى عضو المكتب التنفيذي لجبهة 30 يونيه، الدعوات التي طالبت المصريين بالنزول في ذكرى 11 فبراير مؤكدا للبوابة، أن في ظل التطورات الحالية، ادعوا كافه القوى الثورية والسياسية لعدم المشاركة، لأن اللحظة الراهنة تتطلب التركيز على البناء والتوقف عن أحداث فوضى في البلاد، مناشدًا الأحزاب والقوى الثورية بالتوافق على الاحتفال بيومي 25 يناير و30 يونيه، باعتبارهما الأكثر تعبيرًا عن مجمل أحداث الثورتين. فيما أكد هيثم عبد الفتاح القيادي باتحاد الشباب التقدمي، أن الاجتماع الذي دعا إليه الشباب داخل حزب التجمع يوم الأحد المقبل لن يناقش تلك المسألة وإنما سوف يناقش الموقف في المرشحين المحتلين للرئاسة، وموقف الاتحاد من دعم المشير عبد الفتاح السيسي إذا قرر الترشح للانتخابات.